قلوب بعضهم ، يرثه الأبناء من الآباء وإن لم يكن الحب ـ يوم ذاك ـ ملازماً للقول بخلافتهم عن الرسول وامامتهم بعده ، بل كان حبّاً وودّاً خالصاً لأسباب نفسية لا قيادية ، ويدل على ذلك عشرات من القضايا نذكر بعضها.
١ ـ روى الفضل بن أبي قرة عن الامام الصادق عليهالسلام قال : أتت الموالي أميرالمؤمنين عليهالسلام فقالوا : نشكوا إليك هؤلاء العرب. انّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يعطينا معهم العطايا بالسوية وزوّج سلمان ، وبلالا وصهيباً ، وأبوا علينا هؤلاء ، وقالوا : لا نفعل ، فذهب إليهم أميرالمؤمنين عليهالسلام فكلّمهم فيهم فصاح الأعاريب : أبينا ذلك يا أبا الحسن ، أبينا ذلك ، فخرج وهو مغضب يجرّ رداءه وهو يقول : يا معشر الموالي إنّ هؤلاء قد صيّروكم بمنزلة اليهود والنصارى يتزوّجون إليكم ولا يزوّجونكم ولا يعطونكم مثل ما يأخذون ، فاتَّجروا بارك اللّه لكم ، فانّي قد سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : الرزق عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء في التجارة وواحدة في غيرها (١).
٢ ـ روى أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي في غاراته : عن عباد ابن عبداللّه الأسدي ، قال : كنت جالساً يوم الجمعة ، وعلي عليهالسلام يخطب على منبر من آجر ، وابن صوحان جالس فجاء الأشعث فقال : يا أميرالمؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على وجهك ، فغضب ، فقال ابن صوحان : ليبين اليوم من أمر العرب ما كان يخفي ، فقال علي عليهالسلام : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يقبل أحدهم يتقلب على حشاياه ، ويهجِّد قوم لذكر اللّه ، فيأمرني أن أطردهم فأكون من الظالمين؟ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت محمّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ليضربنّكم واللّه على الدين عوداً كما ضربتموهم عليه بدءاً.
__________________
١ ـ الكليني : الكافي ٥ / ٣١٨.