فأنزل فيك اللّه خير ولاية |
|
وبيّنها في محكمات الشرايع (١) |
وإليك تفصيل الآية حرفياً :
١ ـ الولي والمولى والأولى بمعنى واحد ، قال رسول اللّه : « أيّما امرأة نكحت بغير اذن وليّها فنكاحها باطل ... » (٢) وقال : « يا علي أنت ولي كل مؤمن من بعدي » (٣) ولواُطلق على الناصر والمحب فهوكاطلاق المولى عليهما ، وقد عرفت أنّه ليس للمولى إلاّ معنى واحد وهوالأولى ، فلوأُطلق على الناصر والمحب فلأجل أنّ المحب أولى بالدفاع عن محبوبه والتزامه بنصرته ، والصديق أولى بحماية صديقه ، فتفسير الولي بالمحب والناصر والصديق من باب خلط المتعلّق بالمفهوم.
٢ ـ لوكان المراد من الولي هوالناصر وما أشبهه يلزم الاكتفاء بقوله ( إنّما وليّكم اللّه ورسوله والذين آمنوا ) من دون حاجة إلى التقييد بإيتاء الزكاة حال الركوع.
٣ ـ لوكان الولي بمعنى الناصر أوالمحب يلزم وحدة الولي والمولّى عليه في قوله : ( والذين آمنوا ) وما هذا إلاّ لأنّ كل مؤمن ناصر لأخيه المؤمن ومحبّ له (٤). مع أنّ ظاهر الآية أنّ هناك أولياء ثلاثة : ١ ـ اللّه ، ٢ ـ رسوله ، ٣ ـ المؤمنون بالشروط الثلاثة ، وأنّ هناك مولى عليه ، وهوغير الثلاثة ولا يتحقّق
__________________
١ ـ رواه الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦ والجصاص في أحكام القرآن ٢ / ٤٤٦ والسيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ وغيرهم.
٢ ـ مسند أحمد ٦ / ٦٦ روتها عائشة عن النبي الأكرم.
٣ ـ مسند أحمد ٤ / ٤٣٧ ، مستدرك الحاكم ٣ / ١١١.
٤ ـ اللّهمّ أن يقول القائل انّ المؤمنين الموصوفين بالأوصاف الثلاثة أولياء المؤمنين غير الموصوفين بها وهوكماترى تفسير ساقط.