ذلك المعنى إلاّ بتفسير الولي بالزعيم والمتصرّف في شؤون المولّى عليه ، فهؤلاء الثلاثة أولياء وغيرهم مولّى عليهم.
٤ ـ فإذا كانت الحال كذلك فلماذا أفرد الولي ولم يجمعه؟ والجواب عنه واضح ، وهوأنّه أفرده لإفادة أنّ الولاية للّه على طريق الأصالة وللرسول والمؤمنين على سبيل التبع ، ولوقيل إنّما أولياؤكم اللّه ورسوله والذين آمنوا لم يكن في الكلام أصل وتبع.
٥ ـ إنّ قوله ( الذين يقيمون ) بدل من ( الذين آمنوا ) كما أنّ الواوفي قوله ( وهم راكعون ) للحال ، وهوحال من قوله ( يؤتون الزكاة ) معنى ذلك انّهم يؤتونها حال ركوعهم في الصلاة.
٦ ـ إذا كان المراد من قوله : ( الذين آمنوا ) هوالإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام فلماذا جيئ بلفظ الجماعة؟ والجواب : جيئ بها ليرغّب الناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه ، ولينبّه على أنّ سجيّة المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقّد الفقراء حتّى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخّروا إلى الفراغ منها (١).
وهناك وجه آخر ، وهوأنّه أتى بلفظ الجمع دون المفرد لأجل أنّ شانئي علي وأعداء بني هاشم ، وسائر المنافقين من أهل الحسد والحقد ، لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد ، إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في تمويهٍ ، ولا ملتمس في التضليل ، فيكون منهم ـ بسبب يأسهم ـ حينئذ ما تُخشى عواقبه على الإسلام ، فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتّقاء من معرّتهم ، ثمّ كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة ومقامات متعدّدة وبثّ فيهم أمر الولاية تدريجاً تدريجاً
__________________
١ ـ الكشاف ١ / ٤٦٨ طبع مصر الحلبي.