لأنّه لم يكن أهلاً للفتيا ، فأفتى تجاه عالم من علماء الصحابة الذي ملء إهابه العلم بالكتاب والسنّة ، وحشو ردائه الفروض والسنن ، ولا يُفرغ إلاّ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما أظلّت الخضراء وما أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر».
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (١).
وإثبات العطاء مندوباً ومفترضاً فرع إثبات الماليّة للأشخاص ، ولا تتّفق معه الشيوعيّة بحال ، وأين يقع أبو ذر منها؟
٤ ـ «ثلاثة يبغضهم الله : الشيخ الزاني ، والفقير المختال ، والغنيّ الظلوم».
وفي لفظ : «إنّ الله يبغض الشيخ الزاني ، والفقير المختال ، والمكثر البخيل».
وفي لفظ : «إنّ الله لا يحبّ كلّ مختال فخور ، والبخيل المنّان ، والتاجر الحلاّف» (٢).
في هذه الروايات ذكر اختلاف طبقات الناس وحدودهم بما يملكون ، ففقير وغنيّ ، ومكثر وتاجر تتقوّم تجارته برأس ماله ، والاشتراكيّ يرى أنّ الناس شرع سواء بالنسبة إلى الأموال.
٥ ـ قلت : يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يصلّون ويصومون ويحجّون.
__________________
(١) التوبة : ٧٩.
(٢) مسند أحمد : ٥ / ١٥٣ ، ١٧٦ [٦ / ١٩٠ ح ٢٠٨٤٨ ـ ٢٠٨٤٩ ، ص ٢٢٣ ح ٢١٠٢٠] ، وأخرجه أبو داود ، وابن خزيمة في صحيحه [٤ / ١٠٤ ح ٢٤٥٦] ، والنسائي [في السنن الكبرى : ٤ / ٢٦٩ ح ٧١٣٧] ، والترمذي في باب كلام الحور العين وصحّحه [٤ / ٦٠١ ح ٢٥٦٨] ، وابن حبّان في صحيحه [٨ / ١٣٦ ح ٣٣٤٩] ، والحاكم [في المستدرك : ٢ / ١٢٣ ح ٢٥٣٢] وصحّحه. راجع الترغيب والترهيب للمنذري : ١ / ٢٤٧ ، و ٢ / ٢٣٠ ، ٢٣٨ [٢ / ٣٣ ، ص ٥٨٩ ، ص ٦١٠]. (المؤلف)