قال : «وأنتم تصلّون وتصومون وتحجّون». قلت : يتصدّقون ولا نتصدّق. قال : «وأنت فيك صدقة : رفعك العظم عن الطريق صدقة ، وهدايتك الطريق صدقة ، وعونك الضعيف بفضل قوتك صدقة ، وبيانك عن الأرتم (١) صدقة ، ومباضعتك امرأتك صدقة» قال : قلت : يا رسول الله نأتي شهوتنا ونؤجر؟ قال : «أرأيت لو جعلته في حرام أكان تأثم؟». قال : قلت : نعم. قال : «فتحتسبون بالشرّ ، ولا تحتسبون بالخير؟».
وفي لفظ : قالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأُجور ، يصلّون كما نصلّي ويصومون كما نصوم ويتصدّقون بفضول أموالهم ، قال : فقال رسول الله : «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصّدّقون؟ إنّ بكلّ تسبيحة صدقة وبكلّ تحميدة صدقة». الحديث.
وفي لفظ : قيل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ذهب أهل الأموال بالأجر. فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ فيك صدقة كثيرة فاذكر فضل سمعك وفضل بصرك». الحديث.
وفي لفظ : «على كلّ نفس في كلّ يوم طلعت فيه الشمس صدقة عنه على نفسه». قلت يا رسول الله : من أين أتصدّق وليس لنا أموال؟ قال : «لأنّ من أبواب الصدقة : التكبير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلاّ الله ، وأستغفر الله ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتُسمع الأصمّ والأبكم حتى يفقه ، وتدلّ المستدلّ على حاجة له وقد علمت مكانها ، وتسعى بشدّة ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدّة ذراعيك مع الضعيف ، كلّ ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك» (٢).
__________________
(١) قال ابن الأثير في النهاية : ٢ / ١٩٤ بعد روايته الحديث : كذا وقع في الرواية ، فإن كان محفوظاً فلعله من قولهم : رتمت الشيء إذا كسرته ، ويكون معناه معنى الأرَتّ ، وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يصحّحه ولا يبينه.
(٢) مسند أحمد : ٥ / ١٥٤ ، ١٦٧ ، ١٧٨ [٦ / ١٩١ ح ٢٠٨٥٦ ، ص ٢١٠ ح ٢٠٩٥٨ ، ٢١١ ح ٢٠٩٦٢ ، ٢١٢ ح ٢٢٠٩٧٢ ص ٢٢٦ ح ٢١٠٣٨] ، صحيح مسلم : ٣ / ٨٢ [٢ / ٣٩٣ ح ٥٣ كتاب الزكاة] ، سنن البيهقي : ٤ / ١٨٨. (المؤلف)