إلى رُدُحٍ من الشيزى عليها (١) |
|
لبابُ البُرِّ يُلبَكُ بالشهادِ (٢) |
قال الكلبي : المشمعل هو : سفيان بن عبد الأسد. وآخر : أبو قحافة ، وفي تعليق مسامرة الأوائل (ص ٨٨) يقال : إنّ الداعي هو أبو قحافة والد الصدّيق.
بل يحقّ على صاحب ألف ألف أوقية ، وثلاثمائة وستّين كرسيّا محلّىً بالديباج أن ينادي على الطعام في دور ضيافته عشرة مثل أبي قحافة ، فضلاً عن أن يكون أجير أُناس آخرين بدراهم زهيدة ، أو بشبع من الطوى.
وإن كان لأبي بكر عندئذٍ ما حسبوه من الثروة أو شطر منها لما احتاج إلى أن يبتاع للهجرة مع صحابة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم راحلتين بثمانمائة درهم (٣) ثمّ قدّم إحداهما لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يقبلها إلاّ بالثمن ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّي لا أركب بعيراً ليس لي ، قال أبو بكر : فهو لك يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي. قال : لا ، ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟ قال : كذا وكذا قال : قد أخذتها بذلك (٤).
ولم يكن ردّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاها إلاّ لضعف حال أبي بكر من ناحية المال ، أو أنّه لم يرقه أن يكون لأحد عليه منّة حتى لا يُفتعل عليه بعد ملاوة من الدهر بقول من افتعل عليه : إنّ أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر. كما مرّ في (ص ٣٣) من هذا الجزء.
__________________
(١) الردُح : جمع رداح وهي القصعة. الشيزى : خشب أسود تصنع منه القصاع.
(٢) مثالب الكلبي ، الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني : ٨ / ٤ [٨ / ٣٤٢] ، مسامرة الأوائل : ص ٨٨. (المؤلف)
(٣) طبقات ابن سعد : ١ / ٢١٢ [١ / ٢٢٨] ، تاريخ ابن كثير : ٣ / ١٧٧ ، ١٧٨ [٣ / ٢١٨ ، ٢٢٠]. (المؤلف)
(٤) صحيح البخاري : ٦ / ٤٧ [٣ / ١٤١٩ ح ٣٦٩٢] ، تاريخ الطبري : ٢ / ٢٤٥ [٢ / ٣٧٦] ، سيرة ابن هشام : ٣ / ٩٨ ، ١٠٠ [٢ / ١٣١] ، طبقات ابن سعد : ١ / ٢١٣ [١ / ٢٢٨] ، تاريخ ابن كثير : ٣ / ١٨٤ ، ١٨٨ [٣ / ٢٢٥ ، ٢٣١]. (المؤلف)