فقال : جأ بها (١) في لبّته ، فضربه بها ، وانتبهت فبكرت إلى منزلي فإذا ذلك الرجل قد أصابته الذبحة من الليل ومات ، وهو راشد الكندي.
تاريخ ابن كثير (٢) ( ٨ / ١٤٠ ).
قال الأميني : عجباً من حفّاظ قوم وأئمّة مذهب يغرّون بسطاء الأُمّة بأضغاث الأحلام ، ويموّهون على الحقائق الراهنة بالترّهات ، ويسوِّدون صحائف التاريخ بالتافه الواهي ، ويشوِّهون سمعة الصحابة ويدنّسون ساحة قدس صلحائهم بعدِّ ابن هند الخمّار الربَّاء من زمرتهم ، وجعله وإيّاهم عكمي بعير ، قاتل الله الجهل.
ليتني أدري أنّ الذي شهده هذا الرجل في طيف الخيال هل هو ذلك النبيّ الأقدس صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي كان ينتقص هو معاوية ويلعنه في يقظته وانتباهته ، وقد تطابق في ابن هند لسان حاله والمقال ، أم هو غيره ؟ انتظر هاهنا حتى يوافيك الجواب عن صاحب الرؤيا ولا أظنّ.
وليتني عرفت ما مصير عدول الصحابة مناوئي معاوية ومنتقصيه بألسنةٍ حداد ، والداعين عليه في صلواتهم جهاراً ، والمتحاملين عليه في كلّ ندوة ومجتمع ؟ هل انتهرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وناول معاوية حربة وجأ بها في لبّتهم ؟!
٣٩ ـ وجد أبو الفتح يوسف القوّاس في كتبه جزءاً له فيه فضائل معاوية وقد قرضته الفأرة ، فدعا الله تعالى على الفأرة التي قرضته ، فسقطت من السقف ولم تزل تضطرب حتى ماتت.
تاريخ بغداد للخطيب الحافظ ( ١٤ / ٣٢٧ ).
هلمَّ واضحك على عقليّة هذا الحافظ المعتوه الذي يرى من كرامة معاوية على
___________________________________
(١) من : وَجَأ أي ضرب.
(٢) البداية والنهاية : ٨ / ١٤٩ حوادث سنة ٦٠ هـ.