مستحيلا على أصحابه ، وإذا ظن في أحد شرا جعل الشك يقينا وعجل له العقوبة.
وهاته الصفات مما يتحاماها الأروباويون مثل رجال العرب. ولهم آداب في الأكل منها التأني والأحاديث اللطيفة ، ويعبرون عنها بالحديث على المائدة وينتظرون البداءة في كل نوع وتنهية الأكل على استيفاء الجميع ، ويغسلون أيديهم بماء حار ، كل واحد في إناء خاص عقب الطعام ، وكثيرا ما يغسلون قبله ويجتمعون كبارا وصغارا على المائدة. وكل هذا مما للمسلم فيه آداب سابقة. يقول ابن العماد في لاميته المتعلقة بآداب الأكل :
واغسل يديك ولا تمسح بمنشفة |
|
قبل الطعام ففيه الأمن من علل |
ولا تكن في حضور الأكل ذا نظر |
|
إلى جليسك يغدو منك في خجل |
وإن سعلت تحول عن وجوههم |
|
نحو القفا وعلى ذي الحول فاتكل |
ولا تنخم ولا تبصق بحضرتهم |
|
ولا بمستقذر تنطق لذي أكل |
وإن أتتك سنانير تصيح فلا |
|
ترمي بها لقمة تسلم من الثقل |
ووافق القوم حتى يكتفوا شبعا |
|
ولا تقم قبلهم تفضي إلى خجل |
وآنس القوم بالتحديث في أكل |
|
ولا تكن ساكتا كالبهم والهمل |
ولا تكلف لضيف ما ستطعمه |
|
ضع ما تيسر ليس البر في الثقل |
وكل مع الزوج والمملوك وادعهما |
|
وكل مع الطفل والزم سنة الرسل |
ولهم ولع بوضع الأزهار على المائدة وكتب أسماء الجلاس حولها عند الضيافة.