سمنان ، فحيث كان هذا التكرير اتفاقيا غير مقصود من حيث هو تكرير لم يجز فيه ذلك الداعي ، حتّى يخالف لأجله القاعدة المطّردة في التعبير عن الزائد بلفظه.
[ومن ثمّة] أي : لأجل انّ المكرّر يعبّر عنه بما قبله ، إلّا بثبت [كان «حلتيت»] ـ لصمغ الأنجدان ـ [«فعليلا»] ملحقا بقنديل (١) ونحوه ، [لا فعليتا] بالتاء كعفريت ، لعدم وجود دليل يقتضي العدول عن الظاهر الّذي هو وقوع التكرار قصدا.
(وعثنون) وهو : اللحية ، أو بعض مخصوص منها ، أو شعرات طوال تحت حنك البعير ، (وسحنون) يقال : لأوّل الرّيح والمطر ، [فعلول] بضمّ الفاء وتكرير اللّام ، ملحق بعصفور وغضروف (٢) ونحوهما ، [لا فعلون] بالنون [لذلك] الّذي ذكرناه من التعبير عن المكرّر بالمتقدّم لما ذكر ، (ولعدمه) أي عدم «فعلون» بالنون في كلامهم ، ووجود «فعلول» باللّام ، كالمثالين.
وهذا من باب الاستظهار ، إذ لو فرض وجود فعلون أيضا لم ينفع في ارتكاب خلاف الظاهر ، مع فقد الدليل المقتضي على ما قيل.
فقد بيّن إلى ههنا ما هو مقتضى التعبير عن المكرّر بالمتقدّم.
ثمّ أشار إلى بيان الثبت للعدول عنه بقوله :
[وسحنون إن صحّ الفتح] في أوّله على ما روي [ففعلون] بالنون ، [ك ـ حمدون ،] وزيدون ، وعبدون ، [وهو] أي فعلون بالنون ، [مختص بالعلم] اسما كان أو لقبا ، وان كان الصحيح في «سحنون» الضم كما هو المشهور ، فهو «فعلول» بتكرير اللّام ك ـ عثنون.
وإنّما قلنا : انّه على تقدير الفتح «فعلون» بالنون لا «فعلول» باللّام [لندور فعلول] باللّام ولم يأتي منه بناء محقّق الّا واحد ، نادر.[وهو] : [صعفوق] علم
__________________
(١) والقنديل : اسم جبل أو موضع بكردستان العراقية.
(٢) الغضروف : كل عظم رخو يؤكل.