منعه في القسمين. (١)
(و) يغتفر التقاء الساكنين ـ أيضا ـ عند دخول همزة الاستفهام على همزة وصل مفتوحة في الاسم مع لام التعريف ، كما(في نحو : آلحسن عندك) ، (و) بدونها ، كما في نحو : (آيمن الله يمينك) ، وآيم الله يمينك ، وانّما اغتفر عند ذلك (للإلتباس) بالخبر لو حذفت همزة الوصل ، كما هو حكمها في الدرج ، فحيث منع عنه اللبس قلبت ألفا ، ليجري ذلك مجرى حذفها لما في القلب من اذهابها بالكلية ، مع انّ الألف ـ لضعفها ـ في حكم العدم.
وبعض العرب يكتفي بترقيقها وتسهيلها على وجه يكون بين الهمزة والألف ، وهو المراد بقولهم : بين بين ، والأوّل أشهر واولى ، لكونه أقرب إلى أصلها الّذي هو الحذف ، وقرأ على الوجهين قوله تعالى : (الْآنَ)(٢) ، وقوله : (آلذَّكَرَيْنِ*)(٣) وآيمن الله ـ بضمّ الميم والنون ـ لفظ موضوع للقسم ، ويلزم اضافته إلى اسم الله ـ سبحانه ـ عند الجمهور ، وكذا : آيم ـ بحذف النون ـ ، وهمزتها للوصل كما يجيء ـ إنشاء الله تعالى ـ.
ورفعهما (٤) بالابتداء في المشهور ، ويلزم حذف خبرها في الجملة القسميّة في كلام الحالف ، كما يقال : آيمن الله لأفعلنّ كذا ، والتقدير : آيمن الله قسمي مثلا ، وهذا القسم في كلام المستفهم مبتدأ والخبر يمينك ونحوه ، وكأنّه قال : أهذا القسم يمينك.
فهذه مواقع اغتفاره حتما.
__________________
(١) في الأسماء قبل التركيب ثلاثة مذاهب : أحدها : انّها مبنية وعليه ابن الحاجب وابن مالك. والثاني : انّها معربة وعليه الزمخشري. والثالث : انّها واسطة لا مبنية ولا معربة وعليه أبو حيان وجلال الدين السيوطي.
(٢) الآية : ٥١ يوسف.
(٣) الآية : ١٤٣ ـ ١٤٤ الأنعام.
(٤) وفي نسخة : ورفعها.