(و) هو (في نحو : لاها الله ، وإي الله ، جائز) ، فان لاها الله أصله : لا والله فحذفت واو القسم وهي شفوية وعوّضت عنها هاء وهي حلقيّة ، لما بينهما من التناسب في الطرفية للمخرج ، ولتمحّضها للعوضيّة امتنع الجمع بينهما ، ويتعيّن الجر فيما بعدها ، وتنزّل كحرف القسم منزلة الجزء ممّا بعدها ، فيجوز حذف ألفها عند ملاقات اللّام المدغمة من الجلالة ، لكونها في كلمتين حقيقة كالألف في (أَيُّهَا النَّبِيُّ ،) واثباتها ، لتنزيلها منزلة الجزء فكأنّهما في كلمة واحدة ك ـ (الضَّالِّينَ ، *) وأي : حرف جواب بمعنى نعم ، والأصل : إي والله فحذف حرف القسم ، ثمّ انّهم جوّزوا حذف الياء لملاقاتها اللّام المدغمة في كلمتين ، فيقال : إ الله ـ بكسر الهمزة ـ وهي همزة أي : وابقائها ، كراهة الحذف لاحتمال الغفلة عن المقصود ، والكون على صورة الجلالة المزالة عن صورتها بكسر أوّلها فتبقى إمّا : مع التحرّك للتوسل إلى تفخيم الجلالة ، أو التسكين ، كأنّه جعل حرف الجواب كالقائم مقام حرف القسم ، نازلا منزلة الجزء من الاسم كالألف من ها ، ولكن هذا مجرد اعتبار لابقاء الياء من غير تمحّض التعويض ، فلذلك جاز الجمع (١) ، وكان حرف القسم في حكم المحذوف من غير عوض ، ومن ثمّه (٢) قالوا : الأفصح نصب الاسم كنظائره بعد نزع الخافض من غير تعويض.
ومنعوا من التقاء الساكنين في غير الصور المذكورة ، (و) قولهم : في المثل عن الشدّة وتفاقم الشرّ التقت (حلقتا البطان) باثبات ألف التثنية وملاقاتها اللّام الساكنة(شاذ) ، والقياس : حذفها كما في قولك : غلاما الرجل ، وثوبا بنك ، لكن الأمثال قد يجرى على خلاف القياس لبعض الأغراض ، فلعلهم استسهلوا خلاف
__________________
(١) أي بين أي وحرف القسم فقال إي والله.
(٢) أي من أجل ان حرف القسم في حكم المحذوف من غير عوض.
أي الأفصح إي الله بنصب الله لأن أي ليس عوضا كالهاء. ونظيره قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) أي من قومه.