لا يكون إلّا على هذين الوزنين ، بخلاف المصدر الميمي منه ، إذ قد يكون على غيرهما كالمعصية ، وذلك (كمغزى) ـ بمعجمتين ـ على «مفعل» ـ بفتح الميم ـ بمعنى : المقصد ، (وملهى) ـ بضمّ الميم ـ من قولك : ألهيته عن كذا كاكرمته سواء كان بمعنى المصدر ، أو الزمان ، أو المكان ، وانّما كان المصدر المذكور وتلك الأسماء مقصورات (لأنّ نظائرهما) من الصحيح (مقتل ، ومخرج) من الاخراج.
(و) المعتل اللّام من (المصادر) الّتي (من : فعل) بكسر العين في الماضي (فهو أفعل ، أو فعلان ، أو فعل) ككتف ، مقصورة ـ أيضا ـ ان كانت ممّا تقلب لامه ألفا بأن يكون عينها مفتوحة ، بخلاف غيره كالرّيّ ـ بالتشديد ـ مصدر قولك : روي ـ ضد عطش ـ فهو ريّان ، لعدم الألف في مثله فضلا عن القصر والمدّ ، والمراد بقوله : فهو كذا وكذا كون الصفة منه بمعنى الفاعل للمذكر على أحد الأوزان الثلاثة ، وذلك (كالعشي ، والصّدي ، والطّوي) كلّها بالألف على «فعل» بفتحتين ـ من عشي فهو أعشى ، ـ إذا أبصر بالنهار ولم يبصر باللّيل ـ ، وصدي ـ إذا عطش ـ فهو صد وأصله الصّدي ككتف واعلاله كقاض ، وطوي ... فهو طيّان ـ أي ضامر البطن ـ وانّما كانت هذه مقصورة(لأن نظائرها) من الصحيح (الحول) من حول فهو أحول ، (والعطش) من عطش فهو عطشان ، (والفرق) من فرق ـ إذا خاف ـ فهو فرق ككتف.
(و) امّا(الغراء) ـ بفتح الأوّل والمدّ ـ في مصدر غري به ـ بالمعجمة فالمهملة ـ إذا أولع به ـ فهو غر كصد ، كما قال كثير :
إذا قلت أسلو فاضت العين بالبكا |
|
غراء ومدّتها مدامع حفّل (١) |
__________________
(١) البيت لم أقف على قائله. اسلو : مضارع للمتكلم من السلو ، يقال : سلا عن الأمر يسلو ـ إذا نسيه ـ ومنه التسلّي ، والبكا : جاء مقصورا وممدودا وهو في البيت مقصور ، أي إذا أردت توطين نفسي على التسلّي عن شدائد العشف وقلت في نفسي اسلو عنها لم أمسك نفسي عن البكاء.