الراهب ، وأمرها أن تتزوجه منذ أكثر من عشرين سنة ، ولم تزل برسول الله حتى طعم ، وشرب ، وضحك ، ثم خرجت إلى الراهب ، وكان قريبا من مكة فأخبرته ، فأخبرها : أن جبرئيل هو أمين الله ، ورسوله إلى الأنبياء «عليهم السلام» ثم أتت عداسا ، فسألته ، فأخبرها بمثل ذلك.
ثم أتت ورقة ، فأخبرها بمثل ذلك ، ولكنها حلفته أن يكتم الأمر ، فطلب منها أن ترسل ابن عبد الله إليه ؛ ليسأله ، ويسمع منه ؛ مخافة أن يكون الذي جاءه هو غير جبرئيل ، فإن بعض الشياطين يتشبه ليضل ويفسد ، حتى يصير الرجل بعد العقل الرضي مدلّها مجنونا ، فرجعت إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، وأخبرته بمقالة ورقة ، فنزل قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ، ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)(١).
ولكنها أصرت عليه أن يذهب إلى ورقة ، ففعل ، وصدقه ورقة ، فذاع قول ورقة وتصديقه لرسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فشق ذلك على الملأ من قومه (٢).
٤ ـ إن خديجة طلبت منه أن يخبرها حين يأتيه الملك ففعل ، فأمرته أن يجلس إلى شقها الأيمن ؛ ففعل ، فلم يذهب الملك ، فأجلسته في حجرها ، فلم يذهب ، فتحسرت فشالت خمارها ، ورسول الله «صلى الله عليه وآله» في حجرها ، فذهب الملك ، فقالت : ما هذا بشيطان ، إن هذا لملك يا ابن عم ، فاثبت وابشر.
__________________
(١) الآيتان ١ و ٢ من سورة القلم.
(٢) البداية والنهاية ج ٣ ص ١٤ ـ ١٥ وراجع : الأوائل لأبي هلال العسكري ج ١ ص ١٤٦.