المناسبة ..
وأما بالنسبة لما أورده حول دلالة هذا الحديث ، فهو أيضا غير صحيح ، إذ يرد عليه :
أولا : إن النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» لم يعلق أمر الخلافة بعده على مجرد النطق بالشهادة والمؤازرة والمناصرة في الجملة ، بل علقها على المؤازرة التامة في الدين ، في جميع الموارد والأحوال .. وهذا يحتاج إلى أعلى مراتب الكمال ، والتضحية والجهاد ، والعلم والوعي ، والسمو الروحي ، وقد أظهرت الوقائع أن الذي ينصر النبي «صلى الله عليه وآله» هو خصوص علي أمير المؤمنين «عليه السلام» ..
وإجابة غير علي من المؤمنين لم تكن تامة وشاملة ، حتى لقد فروا عن النبي «صلى الله عليه وآله» في كثير من الوقائع والأحداث ، خصوصا في أحد ، وحنين ، وخيبر ، وغير ذلك.
وما ذكره ابن تيمية عن نصرة المؤمنين له «صلى الله عليه وآله» لا يفيد أنهم قد بلغوا في نصرته ما يستحقون به ذلك المقام.
ثانيا : إن مؤازرة علي «عليه السلام» للنبي «صلى الله عليه وآله» قبل الهجرة ، كانت حاصلة ، من حيث أن حديث الإنذار نفسه يفيد أن هذه النصرة قد حصلت ، وذلك حين وافق النبي «صلى الله عليه وآله» على اتخاذه وزيرا ، وأخا ، ووصيا في ذلك اليوم ، ولم يزل يؤكد على ذلك في المناسبات المختلفة ، خصوصا تأكيداته «صلى الله عليه وآله» على ذلك في تبوك ، حين أطلق : كونه منه بمنزلة هارون من موسى .. ثم حسم الأمر في غدير خم في حجة الوداع وفي غير ذلك من مناسبات ..