وعدم بلوغ كيفيات ومفردات هذه النصرة لنا لا يدل على عدم حصولها بالفعل.
ثالثا : إن نفس هذا الموقف في حديث الإنذار كان النبي «صلى الله عليه وآله» بأمس الحاجة إلى النصرة فيه ، فإذا أحجموا عن بذلها له في هذا الموقف ، فإنهم استحقوا الحرمان من مقام الأخوة والإمامة والوصاية ، حتى لو بذلوا ما بذلوا بعد ذلك ، مما شاركهم فيه علي «عليه السلام» ، وزاد عليهم فيه ..
أي أن حمزة وجعفرا ، وعبيدة بن الحارث ، لم يجيبوا إلى ما أجاب إليه علي «عليه السلام» في ذلك اليوم ، وسكتوا ، ولم ينصروا النبي «صلى الله عليه وآله» في يوم الإنذار أمام عشيرته الأقربين ، رغم أنه كان بأمس الحاجة إلى ذلك ..
رابعا : إن جعفر ، وحمزة ، وعبيدة بن الحارث ، وأبا طالب .. إن فرض أنهم كانوا جميعا قد أسلموا آنئذ ، فإنهم قد لا يرون أنهم أهل لمقام خلافة النبوة لأسباب يعرفونها في أنفسهم وحالاتهم. ولعل بعضهم كأبي طالب ، أو كلهم ، لم يكن يأمل بالبقاء على قيد الحياة إلى ما بعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وآله» أو لغير ذلك من أسباب ، جعلتهم يرون : أن المقصود بالخطاب سواهم ..