تنظيم مواسمهم الزراعية ، والإنتعاش إقتصاديا في مجالات أخرى من حرفية ، وتجارية وغيرها في أجواء يهيمن عليهاالسلام والأمن ، والطمأنينة النسبية.
هذا بالإضافة إلى توفر الوقت لمواجهة المشكلات التي خلفتها الحروب السابقة ، فردية كانت أو اجتماعية ، ومحاولة وضع الحلول المناسبة لها ، أو التخفيف من وطأتها. وعسى ولعل يمكنهم أيضا ترتيب العلاقات بمن يحيطون بهم في المنطقة بصورة أكثر حميمية وصفاء ، وصياغتها بصورة أكثر قوة وثباتا عنها من ذي قبل.
ثم إنهم بعد وفوق كل ذلك يصبحون أقدر على ممارسة دور الإعلام المركز والهادئ للدعوة الإلهية التي يحملونها ، ويقومون بواجبهم في نشرها ، لتقوم على أسس متينة ورصينة من القناعات العقلية والوجدانية ، ولتثمر من ثم حياة في الفكر ، ويقظة في الضمير ومسؤولية وطهرا في الوجدان.
فجاءت حرب الأحزاب المفاجئة لتبدد كل هذه الآمال ، ولتزيد من قسوة الظروف ، ومرارة المعاناة ، ولتكون الكابوس المخيف والمخيف جدا. خصوصا بما تميزت به من حشد بشري هائل ، وإعداد واستعداد لم تعرفه المنطقة من قبل. مع هذا الإجماع المستقطب تقريبا على العداء لهم من مختلف القبائل والديانات والشعوب التي تعيش في المنطقة. يصاحبه اطمينان إلى التعاطف والتأييد من كل الآخرين من أي الديانات ، أو الفئات كانوا ، في جزيرة العرب ، أو في خارجها.
ثم إن حركة الأحزاب قد جاءت محرجة للمسلمين إلى درجة كبيرة وخطيرة من الناحية العسكرية والاستراتيجية الحربية ، لأنها اتخذت صفة