الحرف في خيبر لينتفع بهم المسلمون (١).
وأمر النبي «صلىاللهعليهوآله» المشركين في بدر ، الذين لا يجدون ما يفتدون به : أن يعلم الواحد منهم عشرة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة ، ويطلق سراحهم في مقابل ذلك (٢).
ولكن هذه الاستفادة مشروطة : بأن لا تنشأ عنها سلبيات أخرى كما لو كان ذلك يعطي لأولئك المنحرفين فرصة لتضليل الناس وجرهم إلى مهالك الانحراف ، أو يعطيهم بعض النفوذ والهيمنة أو يجرئهم على التدخل في الشؤون الخاصة بالمسلمين ، وما إلى ذلك.
وهكذا ، فإنه يصبح واضحا : أن المرفوض إسلاميا هو التبعية للآخرين والانبهار الغبي بهم ، وتقليدهم على غير بصيرة. وأما الاستفادة الواعية من منجزاتهم الحيوية لبناء الحياة ، والتغلب على مصاعبها ، بصورة تنسجم مع أحكام الشرع ، ومن دون أن تنشأ عنه سلبيات خطيرة ، فذلك أمر مطلوب ، ولا غضاضة فيه.
وحتى لو كان الخندق بإشارة سلمان من الأساس ، وكان سلمان قد
__________________
(١) راجع : التراتيب الإدارية ج ٢ ص ٧٥ وستأتي إن شاء الله بقية المصادر في غزوة خيبر.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ٢٤٧ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٩٥ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٩٣ والروض الأنف ج ٣ ص ٨٤ والطبقات الكبرى ج ٢ ق ١ ص ١٤ والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٣٤٨ وج ١ ص ٤٨ و ٤٩ عن السهيلي ، وعن المطالع النصرية في الأصول الخطية ، لأبي الوفا نصر الهوريني ، وعن الإمتاع للمقريزي ص ١٠١.