نشوء نوع من الرقابة العفوية ، التي تنتهي إلى الانضباط ، وإلى الإسراع في الإنجاز.
ومن جهة ثانية : فإنه يقطع الطريق على أولئك الكسالى والإتكاليين ، ممن يضعف لديهم الشعور بالمسؤولية ، ويريدون أن يفيدوا ويستفيدوا من جهد الآخرين ، دون أن يقدموا هم أنفسهم أي جهد ، أو أن يبذلوا أي عناء. ومنعهم من ثم من التواكل المؤدي إلى الفشل ، وإلى التضييع والبلبلة والاختلاف.
وقد روي عن علي عليه الصلاة والسلام : أنه كتب في وصيته للإمام الحسن ، صلوات الله وسلامه عليه : «واجعل لكل إنسان من خدمك عملا تأخذه به ، فإنه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك» (١).
كما أن عدم تحديد المسؤوليات يؤدي إلى تخلخل في البنية الداخلية ، نتيجة للإحساس بالغبن لدى من تفرض عليه ظروف عمله أن يكون هو الذي يتحمل عبء إنجاز ما فرّط الآخرون في إنجازه. وعسى ولعل أن يتجه الفرقاء إلى إثارة الأسئلة والشكوك ، ثم إلى التراشق بآلتهم لتبرير حالة الضعف القائمة بسبب ذلك.
وعلينا بعد ذلك كله : أن نتوقع ظهور عوارض الخلل والضعف في أية خطة ترسم وتعتمد ، وتفقد الكثير من حيويتها وفاعليتها في مجال التطبيق والتنفيذ.
كما أن توزيع الحصص على العاملين بهذه الطريقة يضمن تحقق المساواة
__________________
(١) نهج البلاغة بشرح عبده ، آخر وصية الإمام الحسن رقم (٣١) ج ٣ ص ٦٣.