١ ـ أنه «صلىاللهعليهوآله» قد اختص هذين الرجلين بالمنع ، ولم يعزم على أحد غيرهما.
٢ ـ كما أن قوله «صلىاللهعليهوآله» يومئذ : لا يغضب أحد مما قال صاحبه لا يريد بذلك سوءا الخ .. صريح في أنه قد قيل ثمة ما يوجب الغضب ، حتى احتاج الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» للتدخل لتلطيف الأجواء ، وسل الخيمة
٣ ـ ولعل قصة جعيل بن سراقة هي أحد الشواهد على هذا التعدي على الآخرين ، حيث كان من الطبيعي أن ينزعج هذا الرجل ، الذي وصف بالقبح والدمامة من ارتجازهم الشعر في حقه ، ويعد ذلك نوعا من العبث والاستهانة به ، والاحتقار له.
ومن هنا : فإننا نشك كثيرا في قولهم : إن النبي «صلىاللهعليهوآله» جعل يقفي معهم ، ويقول : عمرا ، ظهرا ..
مع أننا نلاحظ على النص المذكور : أنه قد ألمح إلى أن سكوت النبي «صلىاللهعليهوآله» عن إنشادهم الشعر في حق جعيل كان ملفتا للنظر ، حيث يقول النص : «فجعل رسول الله لا يقول شيئا ، بل يقفي معهم فقط».
وبعد ما تقدم نقول : إننا نلمح في النصوص المتقدمة محاولة للتحريف والتصرف في النص بهدف التعتيم على حقيقة ما جرى ؛ حيث حاول أن يصوّر لنا : أن منع حسان وكعب من قول شيء إنما كان لأجل قدرتهما على قول الشعر ، وقلته على غيرهم.
مع أن القضية : ما كانت تتطلب الكثير من قول الشعر آنئذ ، بل يكفي البيت أو البيتان ليرددهما الآخرون مدة طويلة ، وفقا لما حفظه لنا التاريخ في