تركية فأخبره فهبط مع سلمان وبطنه معصوب بحجر ، ولبثوا ثلاثة أيام لا يذوقون ذواقا ، والتسعة على شفير الخندق.
وفي نص آخر عن سلمان ، قال : ضربت في ناحية من الخندق ، فغلظت عليّ ورسول الله «صلىاللهعليهوآله» قريب مني ، فلما رآني أضرب ، ورأى شدة المكان عليّ أخذ المعول ، وضربها به ضربة فصدعها ، وبرق منها برق أضاء منها بين لابتي المدينة ، فكبر «صلىاللهعليهوآله» تكبيرة ، وكبر المسلمون.
ثم ضربها ثانية فكذلك ، ثم الثالثة فكذلك أيضا ، فصدعها.
فأخذ بيد سلمان ورقى ، فسأله سلمان عن الأمر الذي رآه ورآه المسلمون ، وعن تكبير النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فأخبرهم «صلىاللهعليهوآله» : أنه بالبرقة الأولى أضاءت له قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأخبره جبرئيل بأن أمته ظاهرة عليها.
وفي الثانية أضاءت له القصور الحمر من أرض الروم ، وأخبره جبرئيل بأن أمته ظاهرة عليها.
وفي الثالثة أضاءت له قصور صنعاء ، وأخبره جبرئيل : بأن أمته ظاهرة عليها فابشروا ، فاستبشر المسلمون وقالوا :
الحمد لله موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحصر.
فقال المنافقون ، ومنهم معتب بن قشير : ألا تعجبون من محمد؟! يمنيكم ويعدكم الباطل ، ويخبركم بأنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا ، فنزل القرآن : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ