المرة ، التي قام فيها نعيم بدور مخرب ، ومضر جدا.
ولكن من الواضح : أن الإسلام وهو يريد للآخرين ، الذين يناوئونه أن يعيدوا النظر في مواقفهم ، فترة بعد أخرى ، فكان بعيدا عن أجواء التشنج يفسح لهم المجال للتعامل مع المسلمين بصورة مباشرة ، ليلتمسوا بأنفسهم وبصورة عملية وميدانية محاسن الإسلام ، وآدابه ، وسياساته ، وكل آفاقه بحرية تامة ، ومن دون الاعتماد على الشائعات ، ولا على الإعلام الموجه الذي قد يتحفظ الكثيرون تجاهه ، لأنهم قد يتخيلونه غير قادر على أن يعكس بعض الواقعيات بدقة وأمانة.
ثم إن هذا التعامل الطبيعي والحر من شأنه أن يزيل عقدا كثيرة ربما لا يمكن إزالتها بدونه ، بل هي قد تزيد رسوخا وتجذرا ، وتتراكم حولها وفيها الأدران إلى درجة كبيرة وخطيرة ، إذا كانت الأبواب موصدة أمامهم ، ولا يعرفون عن الإسلام والمسلمين إلا نتفا قد تتسرب ـ لسبب أو لآخر ـ فتصل إليهم سليمة أو مشوهة ، حسب الظروف.
وبعد .. فإن الإسلام واثق من كل ما لديه ، وليس ثمة شيء محرج له على الإطلاق ، لا في المجال العقيدي ، ولا التشريعي ، ولا السلوكي ، ولا في دائرة الدوافع والنوايا ، ولا في محيط المرامي والأهداف ، ولا في غير ذلك من مجالات.
وأما ما ينشأ عن التعامل مع المشركين من سلبيات أحيانا ، فإنه يمكن تلافيه ، ولا أقل يمكن التقليل من آثاره وأخطاره من خلال تحصين الأمة بالوعي ، وبالإيمان ، وبالتربية الصالحة في مختلف المجالات. بالإضافة إلى الدور الأساسي والمحوري ، الذي تقوم به القيادة المؤهلة ـ وحدها ـ لأن