٤ ـ إن الإنسان يلام على الحسد مثلا ، ويطالب بإزالته من نفسه ، ويلام أيضا على حب زوجات الآخرين ، ويرى الناس هذا عيبا فيه ، ويطالبونه بتخليص نفسه من هذا الأمر المعيب.
٥ ـ من أين استفاد هؤلاء : أنه يجب على الزوج طلاق المرأة التي يرغب النبي «صلىاللهعليهوآله» في نكاحها؟ فإن كانوا قد استفادوا ذلك من قصة زينب كما يظهر من كلامهم ، فهي بالإضافة إلى أنها مورد النقد ، ومحل الأخذ والرد ، ليس فيها ما يدل على الوجوب (١).
وإن كان لديهم دليل آخر ، فليظهروه ، ليمكن النظر فيه.
٦ ـ وأما ادّعاء : أن هذه الأشياء لا تقدح في حال الأنبياء «عليهمالسلام» لأن ذلك من طبع البشر ، فغير صحيح ؛ لأن القضية قضية حب لزوجة الغير ، ورغبة في طلاق تلك الزوجة ليحصل عليها هو دونه .. وهذا غير مسألة الود والميل الطبعي.
٧ ـ وحتى مسألة الميل الطبعي ، فإنه إن كان ميلا من النبي «صلىاللهعليهوآله» لزوجته التي هي في حصانته ، فلا كلام ولا إشكال.
وأما الميل الطبعي إلى زوجات الآخرين ، فهو مرفوض ومدان ، لأن الأنبياء «عليهمالسلام» يعرفون من السلبيات والآثار للمحرمات ما يجعلها في غاية القبح بنظرهم ، فهو «صلىاللهعليهوآله» يرى بصورة عميقة جدا كيف أن آكل الربا يقوم كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ، ويرى كيف أن المغتاب يأكل لحم أخيه ميتا.
__________________
(١) راجع : سبل الهدى والرشاد ج ١٠ ص ٤٣٩.