سفرت فقلت لها هج فتبرقعت |
|
وذكرت حين تبرقعت هبارا (١) |
لماذا الحجاب؟!
وبعد .. فإن من الواضح : أن الله سبحانه قد أراد لهذا الإنسان أن يعمر الكون ، وأن يوصله بكل ما فيه إلى كماله ، وقد رسم له من الأحكام والضوابط السلوكية ما يحفظ له مسيرته في هذا الاتجاه ، وينسجم مع طبيعة تكوينه ، ويمكّنه من الوصول إلى هدفه هذا .. ويكون به ضمان سلامته وسلامة كل من يحيط به ، أو يتعاطى معه ، ويكون له درجة من التأثر به ، أو التأثير فيه.
وقد كان لحياة الإنسان الأسرية أو المجتمعية حظ من هذه العناية الإلهية من حيث إسهامها في صناعة وصياغة مكونات شخصيته وخصائصه وحالاته ، التي لها تأثير عميق في نشوء قدراته ، وتبلور إرادته الفاعلة والمؤثرة في جهده المحفّز للقوى الكامنة ، والذي يسهم في تغيير المسار ، ليصبح في هذا الاتجاه أو ذاك.
وكما اقتضت الحكمة الإلهية أن تخضع العلاقة بين الرجل والمرأة في داخل الأسرة وفي خارجها لضوابط ومعايير إنسانية وأخلاقية ، والتزامات وأحكام شرعية لا يصح تجاوزها ؛ فإنها اقتضت أيضا أن يكون الطهر والعفاف ، والقيم والمبادئ هي الأساس لذلك كله.
وقد ارتكز ذلك كله إلى حقيقة اقتضاها التكوين في نطاق دائرة
__________________
(١) الصحاح في اللغة ج ١ ص ٣٤٩ و ٨٥٠ ولسان العرب ج ٥ ص ٢٤٩ وج ٢ ص ٣٨٧ وج ٤ ص ٤٨١ وتاج العروس ج ٣ ص ١١٤ و ٣٤٧ و ٦٠٩.