التسبيب ، وهي أن مساحات الجمال ، ومناشئ وموجبات الإغراء ، التي تهيئ للانجذاب الغريزي لدى المرأة ، أوفر وأوسع مما هي عليه لدى الرجل ، لأن ذلك هو ما تفرضه ضرورة أن تقوم هذه المساحات بوظائفها في تحقيق الانجذاب الغريزي في نطاق ضابطة العفة والطهر ، والالتزام.
ثم جاءت التشريعات والتوجيهات ، وكذلك التربية على القيم والمبادئ والفضائل ، ورفض الرذائل ، لتساعد على إبقاء المساحات الجمالية ومواقع الجذب الغرائزي ضمن دائرة السيطرة ، لكي تتمكن من القيام بمهماتها في بناء الحياة بصورة صحيحة وسليمة ، وعلى أفضل وجه وأتمه ..
وكان لا بد أن تأتي هذه التشريعات في منتهى الدقة ، والشمولية ؛ لأنها تعنى بإبعاد كلا الجنسين ـ ما داما خارج دائرة الإباحة الشرعية ـ عن الأجواء الغرائزية ، حتى على مستوى الوهم والتخيل لأية علاقة غير سليمة ، وإزالة أية درجة من درجات الإثارة التي لا تخضع للالتزامات والضوابط المفروضة من ناحية الشارع المقدس.
من هنا نجد : أن فاطمة الزهراء «عليهاالسلام» لا ترضى بدخول الأعمى إلى مجلسها ، لأنها تراه ، ولأنه يشم الريح .. كما أن الشارع الحكيم قد كره للرجل أن يجلس في الموضع الذي تقوم عنه المرأة قبل أن يبرد ، وهذا بحد ذاته يكفي للتعريف بما يرمي إليه الشارع ، حين فرض على المرأة ستر مساحات الجمال والإغراء في جسدها عن نظر الرجل.
وقد جاء تغطية الوجه أيضا في هذا السياق.