ونقول :
ألف ـ إن اتهام زينب لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» بأنه لا يعدل قد جاء بأسلوب مفعم بالتعنيف ، يجعلنا نتساءل عن مدى صفاء نظرتها لمقام النبوة الأقدس ، وعن حقيقة اعتقادها بعصمة الرسول «صلىاللهعليهوآله».
كما أن الأغرب من ذلك ، هو جرأتها هي وحفصة على التفوه بأمر هو في غاية القبح في نفسه ، فكيف إذا كان موجها إلى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. وبطريقة تشير إلى أنها لا تهتم بطلاقه «صلىاللهعليهوآله» لها ، وترى أنه كغيره من الناس ممن وصفتهم بالأكفاء؟
ثم جاءت الآية الكريمة لتعطي هذه وتلك الخيار في اتخاذ القرار ، وذلك بأسلوب رفيق وهادئ ، ليقدم النموذج والأمثولة لنا في تعاملنا مع هذا النوع من الناس ، رغم كل هذه المرارة ، وكل هذا الأذى ، وليقول لنا : إنه لا بد من أن نتعامل مع الناس بأخلاقنا ، ومن خلال قيمنا ومبادئنا ، لا بردود الأفعال التي يفرضها حجم الأذى اللاحق بنا من قبلهم .. خصوصا ، وأن الكثيرين من الناس لا يدركون بدقة حجم جرائمهم ، وتأثير أفعالهم على غيرهم ، فهم يتصرفون مع أهل المبادئ والقيم ، ومع أصحاب النفوس الكبيرة بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع الذين هم على العكس من ذلك ، وهم يكلمون النبي الكريم «صلىاللهعليهوآله» كما يكلمون الجاهل والذميم.
ب ـ إن التحريف في الرواية الأخيرة ظاهر للعيان ، فقد أكدت زينب على أنها لا ترضى بقسم رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وهي تتهمه بما