وبعض الناس يعد سلمة بن عمرو بن الأكوع أحد الثمانية ، ويطرح أسيد بن ظهير ، أخا بني حارثة.
ولم يكن سلمة يومئذ فارسا ، قد كان أول من لحق القوم على رجليه.
فخرج الفرسان في طلب القوم حتى تلاحقوا. وكان أول فارس لحق بالقوم محرز بن نضلة ، ويقال له أيضا : قمير.
ولما كان الفزع جال فرس لمحمود بن مسلمة في الحائط ، وهو مربوط بجذع نخل ، حين سمع صاهلة الخيل ، فقالت بعض النساء لمحرز بن نضلة : يا قمير ، هل لك في أن تركب هذا الفرس ، فإنه كما ترى ، حتى تلحق برسول الله «صلىاللهعليهوآله» وبالمسلمين؟
فأعطته إياه ، فخرج عليه ، حتى أدرك القوم ، فوقف بين أيديهم ، ثم قال : قفوا بني اللكيعة ، حتى يلحق بكم من وراءكم من المهاجرين والأنصار.
ثم حمل عليه رجل منهم ، فقتله. وجال الفرس ، فلم يقدر عليه حتى وقف على آرية في بني عبد الأشهل (١).
فقيل : لم يقتل من المسلمين يومئذ غيره.
وقيل : إنه قتل هو ووقاص بن محرز المدلجي.
ولكن ابن إسحاق قال : حدثني بعض من لا أتهم ، عن عبد الله بن كعب بن مالك : أن محرزا إنما كان على فرس عكاشة بن محصن ، يقال لها : الجناح ، فقتل محرز ، واستلبت الجناح ..
__________________
(١) الآري : الحبل الذي تشد به الدابة. وقد يسمى الموضع الذي تقف فيه الدابة آريا أيضا.