وليس من (الولاء) لغير الله.
بينما يكون الحبّ الثاني من الولاء الحاكم علىٰ كل علاقاته وتعلّقاته بالقومية والوطنية.
إن ظاهرة القومية والوطنية التي عمّت العالم الاسلامي ، والتي استوردها المسلمون من الغرب في الأغلب ، ليست حبّاً ساذجاً فقط محكوماً لضوابط الولاء الاسلامي وللحبّ والبغض لله وفي الله ، وإنما تشكّل محوراً جديداً وحاكماً للحبّ والبغض في حياة الانسان المعاصر في مقابل محور حبّ الله والحبّ في الله.
وإنما نقول عنها أنها تشكّل محوراً جديداً في الحبّ والبغض ؛ لأن القومية والوطنية في مفهومها المعاصر توجّه عواطف الانسان وأحاسيسه من خلال قناة الانتماء القومي والوطني ، فيحبّ من الرجال والابطال ، والشعراء ، والاساطير ، والادب والحوادث ، والوقائع ، ما يتصل بقومه ووطنه طابت أم خبثت ، ويكره من الاقوام والابطال والشعر والاساطير والحوادث والايام ما كان في اتجاه مخالف لقومه ووطنه ، طابت أم خبثت.
وعلىٰ هذا الاساس تقوم الاتجاهات القوميه الحديثة في العالم الاسلامي بإحياء الحضارات الفرعونية ، والأشورية ، والبابلية ، والمجوسية لربط حاضر المسلمين بماضيهم ، طاب هذا الماضي أم كان خبيثاً.
فالقومية والوطنية ـ إذن ـ في مفهومها المعاصر ، اتجاه لإقامة محاور جديدة للولاء في مقابل الولاء لله ولرسوله.
وإنما نقول في مقابل
الولاء لله وللرسول ، ولا نقول في عرض الولاء لله وللرسول ، أو مع الولاء لله وللرسول ، مع أن هذه المحاور القومية والوطنية لا تنفي
الولاء لله وللرسول غالباً ، ومع ذلك نقول عنها إنها محاور جديدة للولاء في قبال الولاء لله وللرسول ؛ لأن مسألة الولاء لا تتقبل التعدد والتوزّع ، ومتىٰ
يطرح ولاء