والمؤنث نصرانة ، كسكارى جمع لسكران ، وسكرانة ، وعن سيبويه ان المفرد من نصارى لا يستعمل الا مع ياء النسبة ، فيقال : نصراني ونصرانية ، أما المنسوب اليه فهو بلدة الناصرة في أرض فلسطين ، فعن الإمام الرضا (ع) : انما سمي النصارى بهذا الاسم لأن عيسى وامه مريم (ع) من قرية اسمها الناصرة في بلاد الشام .. وكثيرا ما يطلق لفظ الناصري على السيد المسيح (ع) .. وقال صاحب الكشاف : الياء في النصراني والنصرانية للمبالغة ، والأول أقرب.
والصابئون قوم يقرون بالله وبالمعاد وببعض الأنبياء ، ولكنهم يعتقدون بتأثير بعض النجوم في الخير والشر ، والصحة والمرض ، ومنهم طائفة تقيم في العراق الآن ، والصابئة مأخوذ من صبأت النجوم ، أي طلعت ، وأول من عبد الكواكب قوم النمرود الذين أرسل اليهم ابراهيم الخليل (ع) .. فهم أقدم الأديان في التاريخ.
الاعراب :
من من قوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) بدل بعض من كل من الأصناف الثلاثة ، وهم اليهود والصابئة والنصارى ، وقوله (فلهم أجرهم) مبتدأ وخبر ، والجملة خبر انّ ، ودخلت الفاء على الخبر لمكان الموصول المتضمن لمعنى الشرط ، وخوف مبتدأ وخبره عليهم ، وأهملت (لا) عن العمل لمكان التكرار.
المعنى :
في معنى هذه الآية أقوال أنهاها بعض المفسرين الى ثمانية ، وأصحها قولان :
الأول : ان الغرض من الآية أن يبين سبحانه انه لا يهتم بالأسماء إطلاقا ، سواء أكانت من نوع مسلم ، أو مؤمن ، أو يهودي ، أو صابئي ، أو نصراني ، لأن الألفاظ بما هي لا تضر ولا تنفع ، ولا تضع ولا ترفع ، وانما المهم عند