في ان الله جل وعلا أراد أن يضرب من أولئك اليهود مثلا على ان الحياة لا تطيب وتحلو الا بالكد والكفاح ضد الطبيعة ، وبه وحده تكتشف الحقائق ، وتعرف الأسرار ، وترتقي الانسانية في مدارج الرقي والحضارة ، ولو عاش الإنسان اتكاليا ، وعلى مائدة تنزل من السماء لما تميز في شيء عن الحيوان المربوط على المعلف ، ولم يكن بحاجة الى العقل والإدراك .. ان الاتكالية جمود وموت ، والجهاد حيوية ونشاط ، ومهما يكن ، فان تاريخ اليهود بوجه العموم يتصل اتصالا وثيقا بتاريخ هؤلاء الاسرائيليين الذين كانوا على عهد موسى ، فهم أقدم العناصر ، والأصل المباشر لسلالة من وجد بعدهم من اليهود.
وبمناسبة الحديث عن اليهود نشير الى جماعة من الصهاينة تقيم في أمريكا ، وبالتحديد في الحي المعروف ب (بروكلين) بنيويورك ، واسم هذه الجماعة : «جماعة شهود يهوه» .. وهدفها الأول والأخير اشاعة الفوضى ، واثارة الفتن الدينية في جميع أقطار العالم ، بخاصة العالم العربي ، والتنبؤ بفناء العالم .. وتصدر هذه الجماعة العديد من النشرات والكتب بجميع اللغات ، وبأغلفة ملونة ، تسرب الكثير منها الى بلادنا ، كما تصدر مجلة باسم برج المراقبة ، ومن الكتب التي نشرتها كتاب في الطعن بمحمد (ص) والقرآن ، واسم هذا الكتاب «هل خدم الدين الانسانية» وكتاب ليكن الله صادقا ، وكتاب نظام الدهور الالهي ، والحق يحرركم ، والمصالحة ، وملايين من الذين هم أحياء لن يموتوا أبدا ، وقد طبع هذا الكتاب ببيروت.
واكتشفت حكومة القاهرة بعض أعضاء جماعة شهود يهوه ، وكانوا يعقدون اجتماعات سرية ، فقبضت عليهم وشرعت بمحاكمتهم في الشهر الرابع من سنة ١٩٦٧.
ومن تعاليم هذه الجماعة انه جرى صراع طويل ومرير بين الله والشيطان دام ستين قرنا ، ثم اعتزل الله ، وسلم دفة الحكم والادارة للشيطان يتصرف كيف شاء ، لأن الشيطان أبقى الله وحيدا فريدا لا أحد معه إلا أمة إسرائيل ، ومن أجل هذا قال الله للشيطان : خذ الناس ، كل الناس ، واترك لي هذه الأمة .. وهكذا تم الاتفاق بين الله والشيطان .. ولكن الآية ستنعكس في النهاية ، لأن أمة إسرائيل ستملك من النيل الى الفرات ، وسيخرج الأنبياء من قبورهم ،