بالذنوب وارتكاب القبائح ، قال الرسول الأعظم (ص) : ان المؤمن ليرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه ، وان الكافر ليرى ذنبه كأنه ذباب مرّ على أنفه .. وقال علي أمير المؤمنين (ع) : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه ، وقول الرسول الأعظم (ص) : «كأن الذنب ذبابة تمر على أنف المذنب» ينطبق كل الانطباق على اليهود الذين يزعمون انهم أبناء الله المدللون .. وعسى ان يتعظ بهذا من يستهين بذنوبه اتكالا على شرف الأنساب.
ومن يثق بنفسه ، ولا يتحسس خطاياها ، ولا يقبل النصح من غيره محال أن يهتدي الى خير. ان العاقل لا ينظر الى نفسه من خلال غرورها وأوهامها ، بل يقف منها دائما موقف الناقد لعيوبها وانحرافها ، ويميز بين ما هي عليه ، وبين ما ينبغي أن تكون عليه ، ويحررها من الأفكار الصبيانية ، والنزوات الشيطانية ، وبهذا وحده ينطبق عليه اسم الإنسان بمعناه الواقعي الصحيح .. وفي الحديث الشريف من رأى انه مسيء فهو محسن.
(بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ). السيئة تعم الشرك وغيره من الذنوب ، ولكن المراد منها هنا خصوص الشرك ، بقرينة قوله تعالى : (فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ). قال صاحب مجمع البيان : ان ارادة الشرك من السيئة يوافق مذهبنا ـ أي مذهب الامامية ـ لأن غيره لا يوجب الخلود في النار ، والتوضيح في فقرة «مرتكب الكبيرة».
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ). وتدل هذه الآية الكريمة على ان النجاء من عذاب الله غدا منوط بالايمان الصحيح ، والعمل الصالح معا ، وقد جاء في الحديث الشريف : ان سفيان الثقفي قال : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. فقال : قل : آمنت بالله ، ثم استقم.
يشير الرسول الأعظم (ص) بقوله هذا الى الآية ٣٠ حم السجدة : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ). والمراد بالاستقامة في الحديث الشريف والآية الكريمة ، العمل بكتاب الله ، وسنة رسول الله (ص).