الإعراب :
لا تعبدون إنشاء في صيغة الخبر ، أي لا تعبدوا ، وقد يأتي الأمر بصيغة الخبر أيضا ، مثل : تؤمنون بالله ، أي آمنوا بالله ، قال صاحب المجمع : ويؤكد ذلك انه عطف عليه بالأمر ، وهو قوله : وبالوالدين إحسانا ، أي أحسنوا بالوالدين إحسانا ، وقوله : وأقيموا الصلاة. وتتضمن هذه الآية أمورا :
١ ـ البر بالوالدين :
ان الله سبحانه قرن شكر الوالدين بشكره ، وأوجب البر بهما ، والإحسان اليهما ، تماما كما أوجب التعبد له ، ومن هنا أجمع الفقهاء قولا واحدا على ان عقوق الوالدين من أعظم الكبائر ، وان العاق بهما فاسق لا تقبل له شهادة ، وفي الحديث الشريف : «ان العاق بوالديه لا يجد ريح الجنة» ، والمراد بالإحسان للوالدين طاعتهما ، والرفق بهما قولا وعملا.
حكي ان امرأة حملت أباها من اليمن الى مكة على ظهرها ، وطافت في البيت العتيق ، فقال لها قائل : جزاك الله خيرا ، فلقد وفيت بحقه. فقالت : كلا ، ما أنصفته ، لقد كان يحملني ، وهو يود حياتي ، وأنا أحمله الآن ، وأود موته.
٢ ـ القربى واليتامى والمساكين :
لقد أوجبت الآية صلة الرحم ، لصلته بالوالدين ، كما أوجبت الحرص والمحافظة على اليتيم وأمواله على من كان وليا أو وصيا عليه ، وأيضا أوجبت للفقير نصيبا في أموال الأغنياء.
٣ ـ أصل الصحة :
إذا صدر من الإنسان عمل من الأعمال ، أو قول من الأقوال يمكن حمله على