ظالِمُونَ (٩٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣) قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٩٥) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦)).
المعنى :
هذه الآيات واضحة الدلالة ، ظاهرة المعنى ، وأيضا فيها تكرار لما سبق ، ولذا نكتفي بذكر المعنى العام لها.
أمر الله نبيه أن يجادل المخالفين بالحسنى : ومعنى الجدال بالحسنى مخاطبة القلب والعقل ، وكل حجاج القرآن من هذا النوع .. فلقد دعا الجاحدين الى التفكر في أنفسهم ، وفي خلق السموات والأرض ، وقال لمن نسب السيد المسيح الى الألوهية : انه وامه كانا يأكلان الطعام ، وخاطب قلوب اليهود بهذه الآيات ، حيث ذكرتهم بنعمة الله عليهم بالتوراة ، فيها الهدى والنور ، كما ذكرتهم آيات سابقة بخلاصهم وتحررهم من فرعون ، وما الى ذاك ، ثم وبخهم الله بعبادة العجل كفرا وجحودا لنعمته ، وكرر ذكر رفع الجبل فوقهم لتمردهم وعصيانهم ، وكذّب بمنطق العقل دعواهم انهم أبناء الله وأحباؤه ، وان الجنة خالصة لهم لا