أي مصدق لما في التوراة من أصول التوحيد ، والبشارة بمحمد. (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) ، وهم علماء اليهود ، (كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ). المراد بكتاب الله القرآن ، وقيل : بل التوراة ، لأن كفرهم بمحمد كفر بالتوراة التي بشرت بمحمد (ص) .. ولا فرق في هذا الحكم بين اليهود والنصارى ، لأن كلا منهما قد حرّف كتابه فيما يتعلق بالبشارة بمحمد (ص) بل لا فرق بين اليهود ، وبين معمم يحرّف كلام الله تبعا لأهوائه.
واتبعوا ما تتلو الشياطين الآة ١٠٢ :
(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢))
اللغة :
بابل بلد بالعراق ، له شهرة تاريخية قديمة ، والخلاق النصيب من الخير ، وشروا هنا بمعنى باعوا ، وللاذن ثلاثة معان : العلم ، مثل فأذنوا بحرب من الله ، أي فاعلموا ، والرخصة ، والأمر ، والمراد به هنا في قوله تعالى : (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) علم الله الذي لا تخفى عليه خافية.