بإنشاء الكلمات فقط مع الاحتفاظ بالمضمون والمحتوى.
قيل : ان إبليس قال لله جل وعز : لا يجوز أن تعاقبني على ترك السجود لآدم.
قال سبحانه : ولم؟
قال : لو أردت السجود مني حقا لا جبرتني عليه قهرا.
قال تعالى : ومتى علمت اني لم أرد منك السجود لآدم؟ هل علمت ذلك بعد أن أمرتك وعصيت أمري ، أو قبل أن آمرك بالسجود؟
قال : بعد أن أمرتني.
قال عظمت كلمته : اذن لزمتك الحجة ، لأنك خالفت وامتنعت قبل أن تعلم بأني أردت غير ما أظهرت .. هذا ، ولو ألجأتك الى السجود قهرا لم يبق من داع للأمر به إطلاقا.
وتجد في منطق إبليس هذا صورة واضحة لمن يلقي جميع التبعات والمسئوليات على العناية الإلهية .. ان الله سبحانه لا يعامل المكلفين بارادة الخلق والتكوين ، وعلى طريقة «كن فيكون» وانما يعاملهم بالإرشاد ، وارادة الطلب والتشريع التي يعبر عنها بالأمر والنهي.
وقيل : ان إبليس التقى ذات يوم بمحمد (ص) ، فقال له : ان الله نعتك بالمرشد الهادي ، ووصفني بالمضلل الغاوي .. وكل من الهداية والغواية في يده ، وليس في يدك ويدي شيء.
قال الرسول الأعظم (ص) : كلا ، ان في يدي بيان الباطل والزجر عنه ، والوعيد عليه ، وفي يدك الخداع والنفاق والإغراء بالباطل ، وفي يد الإنسان القدرة والتمييز والاختيار ، فمن أحسن الاختيار فلنفسه ، ومن أساء فعليها.
وقيل : انه جاء الى عيسى (ع) ، وقال له : ألا تزعم ان لك مكانا عليا عند الله؟ فألق بنفسك من شاهق لنرى : هل ينقذك من الهلاك؟
قال السيد المسيح : ان لله ان يمتحن عبده ، وليس للعبد أن يمتحن ربه.
وقيل : انه قصد نوحا بعد أن غرق الناس ، وجف الماء ، وقال له يا نبي الله ان لك عندي يدا ، وأريد مكافأتك عليها.