رمضان فعليه أن يصوم أيامه ، ولا يجوز أن يفطر من غير عذر ، ويدل على ان المراد من شهد حضر قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) .. وأعاد ذكر المرض والسفر للتأكيد بأن شهر رمضان يجوز فيه الإفطار في حالات معينة ردا على المتزمتين الذين يظنون ان الإفطار لا يجوز بحال .. (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). ظاهر السياق ان هذه الجملة تعليل لجواز الإفطار حال المرض والسفر والشيخوخة ، ولكنها في الحقيقة تعليل لجميع الأحكام ، فقد جاء في الحديث : «يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا» .. ومن قال : ان الإفطار في السفر عزيمة ، لا رخصة فسر قوله تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ) بأن الله يريد منكم الإفطار في السفر والمرض ، ولا يريد منكم الصيام ، ومن قال ان الإفطار رخصة ، لا عزيمة فسره بأن الله سبحانه يريد أن تكونوا في سعة من أمركم ، وتختاروا ما هو الأيسر لكم ، فان كان الإفطار أيسر فهو أفضل ، وان كان الصيام أيسر ، كمن يسهل عليه الصيام في رمضان ، ويشق عليه القضاء فالصيام أفضل ، وليس من شك ان الاعتبار ورعاية ظاهر اللفظ يرجحان هذا المعنى على المعنى الأول .. ولو لا الروايات الصحيحة عن أهل البيت عن جدهم (ص) لجزمنا بأن الإفطار في السفر رخصة ، لا عزيمة.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ). هذا تعليل للقضاء الذي أوجبه الله تعالى بقوله : (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) أي عليكم أن تقضوا الصوم بعدد الأيام التي أفطرتم فيها من رمضان بسبب المرض والسفر لتتم عدة أيام الشهر كاملة ، وتارة تكون ٣٠ يوما ، وتارة ٢٩ يوما.
(وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). أي ان الله سبحانه بيّن لنا أحكام دينه لنعظمه ونشكره. قال صاحب مجمع البيان : «المراد بقوله لتكبروا الله التكبيرات عقيب صلاة المغرب ليلة العيد ، وصلاة العشاء ، وصلاة الصبح ، وصلاة العيد على مذهبنا». يشير بالتكبيرات الى هذه الصيغة التي يرددها المصلون جماعة بعد صلاة العيد ، وهي الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا.