والفسق والفجور .. وهذه بعينها من آثار ترك الصلاة ، وليس أدل على هذه الحقيقة من انتشار الفساد في هذا العصر الذي نعيش فيه .. فما هذه الحانات ، ومواخير الدعارة ، وبيوت القمار في بلادنا نحن المسلمين ، وما هذا التفرنج والتبرج في فتياتنا ، وهذا الفساد والانحلال في أخلاق أبنائنا الا نتيجة لترك الصلاة بدليل ان هذه الموبقات لم يكن لها عين ولا أثر حين كانت الصلاة معروفة مألوفة عند الأبناء والبنات .. وبهذا نجد تفسير الحديث الشريف : «العهد بيننا وبينكم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر».
ولا يجديه قوله : أنا مسلم ، ولا كلمة : لا إله إلا الله ، واشهد ان محمدا رسول الله ، ما دامت أعماله أعمال الكافر الملحد.
ان الملحد لا يخجل ولا يحس بوخز الضمير ، لترك الصلاة ، ويعلن ذلك على الملأ ، لأنه لا يدين بها وبمن أوجبها ، وكذلك أكثر شباب هذا العصر يجاهرون بترك الصلاة دون مبالاة ، بل يسخرون منها ومن المصلين .. اذن ، لا فرق بينهم وبين الملحدين.
وبالمناسبة ننقل هذه العظة البالغة عن كتاب الإسلام خواطر وسوانح للفرنسي الكونت هنري دي كاستري ، قال : «قمت برحلة على الخيل في جوف الصحراء بولاية حوران ، وكان معي ثلاثون فارسا يتسابقون جميعا الى خدمتي ، وبينما نحن نسير إذ بصوت ينادي جاء وقت العصر ، فما أسرع أن ترجلت الفرسان ، واصطفوا جماعة للصلاة ، وكنت أسمعهم يكررون بصوت مرتفع : الله أكبر ، الله أكبر. فكان هذا الاسم الإلهي يأخذ مني مأخذا أعظم مما أخذه في ذهني درس علم الكلام ، وكنت أشعر بحرج لا سبب له إلا الحياء والاحساس بأن أولئك الفرسان الذين كانوا يعظمون من شأني قبل لحظة يشعرون الآن ، وهم في صلاتهم أنهم أرفع مني مقاما ، وأعز نفسا ، ولو اني أطعت نفسي لصحت فيهم : أنا أيضا أعتقد بالله ، وأعرف الصلاة .. فما أجمل منظر أولئك القوم في صلاتهم ، وخيولهم بجانبهم ، أرسنتها على الأرض ، وهي هادئة كأنها خاشعة للصلاة ، تلك هي الخيل التي كان يحبها رسول الله (ص) حبا ذهب به إلى أن يمسح خياشيمها بطرف إزاره .. لقد وقفت جانبا أنظر الى المصلين ، وأرى نفسي