الحياء :
إذا نسب الحياء الى الإنسان فمعناه تغير حاله الطبيعية الى حال أخرى ، لسبب من الأسباب ، وحياء الإنسان حسن وقبيح ، والحسن منه أن يستحي المرء من فعل القبائح والرذائل ، ولذا يقال لمن يفعلها دون مبالاة : إذا لم تستح فاصنع ما شئت .. وقال الإمام الصادق (ع) : لا حياء لمن لا إيمان له.
أما القبيح من هذا الحياء فهو أن يترك المرء فعل ما ينبغي فعله تخوفا وتهيبا ، كالاستحياء من التعلم وطلب المعرفة ، وما إلى ذاك ، قال الإمام أمير المؤمنين (ع) : قرنت الهيبة بالخيبة ، والحياء بالحرمان ، والفرص تمر مر السحاب .. وقديما قيل : لا حياء في الدين.
هذا إذا نسب الحياء الى الإنسان ، أما إذا نسب اليه سبحانه فيراد به ترك الفعل ، ومن ذلك ما جاء في الأخبار : ان الله يستحي من الشيخ الكبير ، أي يترك عذابه وعقابه.
والمرد بالمثل الشبيه والنظير ، ويضرب المثل بقصد توضيح الفكرة ، وازالة اللبس عنها.
والمراد بعهد الله ما قامت به الحجة لله على عباده ، سواء أكان مصدر هذه الحجة الفطرة والعقل ، أو النقل الثابت بكتاب منزل ، أو على لسان نبي مرسل .. والمراد بالميثاق الإبرام والأحكام .. وأعظم عهود الله المبرمة المحكمة توحيده والإخلاص له بالعبودية التي دل عليه العقل ، وأقره الشرع .. والمراد بقطع ما أمر الله به ان يوصل أوامره ونواهيه.
الاعراب :
يصح أن تكون «ما» من قوله تعالى : (مَثَلاً ما) زائدا جيء بها للتوكيد ، و «بعوضة» مفعولا أولا ، و «مثلا» مفعولا ثانيا مقدما ، والتقدير ان الله لا يترك جعل البعوضة مثلا ، وقيل : يجوز أن يكون «مثلا» حالا من بعوضة.
وأيضا يجوز أن تكون «ما» اسما مبهما بمعنى شيء من الأشياء ، وعليه تكون مفعولا ليضرب ، وبعوضة بدلا منها ، ومثلا مفعولا ثانيا مقدما ، والتقدير