بيت الرجل الذي هم منه ، حتى اختص عرفا بهذا المعنى .. بل لا يقال آل فلان الا إذا كان لهذا الفلان مكانة وشأن ، بعكس الأهل ، فإنها أعم من ذلك .. والمراد بآل فرعون هنا أتباعه الذين كانوا يباشرون التنكيل بالاسرائيليين بأمر منه. وقال أبو حيان الأندلسي في تفسيره الكبير البحر المحيط : «لم يكن لفرعون ابن ولا بنت ولا عم ولا خال ولا عصبة» .. ولا أعرف الدليل الذي اعتمده لقوله هذا.
وفرعون لقب لملك مصر في ذاك العهد ، ككسرى الفرس ، وقيصر الروم ، ونجاشي الحبشة ، وتبع اليمن ، وخاقان الترك .. وقد أصبحت هذه الألقاب المالكة في خبر كان ، ولله الحمد ، ومعنى البلاء الاختيار والامتحان بما ينفع أو يضر ، قال تعالى : (وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ـ الاعراف ١٦٧».
الاعراب :
فرعون ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة ، وسوء العذاب مفعول مطلق ، لأن معنى يسومونكم يعذبونكم.
المعنى :
بعد أن ذكّر الله سبحانه بني إسرائيل بنعمه عليهم بنحو الإجمال ذكّرهم بها على سبيل التفصيل ، وأولى هذه النعم التي أشار اليها هي نجاتهم من فرعون وأتباعه الذين أذاقوا اليهود أشد العذاب ، وفسر الله سبحانه هذا العذاب بقوله : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) أي يقتلون الذكور من نسلكم ، ويستبقون الإناث أحياء ليتخذوهن خدما (١) ..
__________________
(١) قال صاحب مجمع البيان : ان فرعون رأى في منامه ما أخافه وأزعجه ، وان السحرة فسروا له المنام بغلام من بني إسرائيل يقتله ، ومن أجل هذا فعل فرعون بالاسرائيليين ما فعل .. وهذا جائز في نفسه ، ولكن لا دليل يعتمد عليه.