وعبارته تشتمل على امور :
الأول : ان سيرة الطائفة جارية على توثيق الثقاة وتضعيف الضعفاء ويظهر من قوله : وجدت الطائفة ... دعوى الاجماع على ذلك. ولا شك في أن من جملة أعيان الطائفة الكليني ، والصدوق ، فهما مشمولان لكلام الشيخ قطعا ، إذ لا يمكن اغفالهما ، مضافا إلى انه ذكر «فهارسهم» وهو شامل لفهرست الصدوق كما لا يخفى ، ويؤكد (١) ذلك أن الشيخ الطوسي كثيرا ما يتعرض لآراء الصدوق في كتابي التهذيب ، والاستبصار ، كما أشار في مواضع إلى فهرست الشيخ الصدوق.
الثاني : ان قوله «واستثنوا الرجال من جملة ما رووه من التصانيف في فهارسهم» منصرف إلى الشيخ الصدوق وشيخه ابن الوليد ، وقد استشهد باستثنائهما في كثير من الموارد في كتابيه التهذيب ، والاستبصار ، ولا أقل من أنه شامل للصدوق.
الثالث : ان مسألة التصحيح والتوثيق والتضعيف ليست من المصطلحات الجديدة. وفي كلام الشيخ رد على من يدعي أنها اصطلاحات محدثة لم تكن في زمان الصدوق والكليني.
فكلام الشيخ الطوسي صريح في اعتبار الوثاقة عند الطائفة ، والشيخ الصدوق من اجلائها ، ويؤيد ذلك أن الشيخ قال في ترجمة الصدوق : «إنه كان جليلا ، حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للأخبار (٢)».
ومع هذا الكلام هل يعقل ان الصدوق يأخذ بكل رواية من دون تمييز
__________________
(١) الاستبصار ج ١ : ٢٣٧ ، ٣٨٠ ، ٤٣٢ ـ ج ٣ : ٧٠ ، ١٤٦ ، ٢١٤ ، ٢٦١ ، وج ٤ : ١٣٠ ، ١٥٥ ، ١١٨ ، وغيرها.
(٢) الفهرست للطوسي الطبعة الاولى ص ٤٩٥.