أنك قتلت مع أخيك كان خيرا لك من المكان الذي جئت منه. قلت : فما منعك أنت من ذاك؟ قال : لو لا ودائع كانت عندي وأشياء للناس ما استأنيت في ذلك.
٧ ـ أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي النّيسابوريّ (١٠٣) ، حدّثنا محمّد بن المسيّب قال : سمعت عبد الله بن خبيق قال : سمعت الهيثم بن جميل (١٠٤) يقول : سمعت أبا عوانة (١٠٥) يقول : كان أبو حنيفة مرجئا يرى السّيف. فقيل له : فحمّاد بن أبي سليمان؟ قال : كان أستاذه في ذلك.
٨ ـ أخبرني علي بن أحمد الرّزّاز (١٠٦) ، أخبرنا علي بن محمّد بن سعيد الموصليّ قال: حدّثنا الحسن بن الوضاح المؤدّب ، حدّثنا مسلم بن أبي مسلم الحرقي ، حدّثنا أبو إسحاق الفزاريّ (١٠٧) قال : سمعت سفيان الثوري والأوزاعي يقولان : ما ولد في الإسلام مولود أشأم على هذه الأمة من أبي حنيفة ، وكان أبو حنيفة مرجئا يرى السّيف. قال لي يوما : يا أبا إسحاق أين تسكن؟ قلت : المصيصة ، قال : لو ذهبت حيث ذهب أخوك كان خيرا. قال : وكان أخو أبي إسحاق خرج مع المبيضة على المسودة فقتل.
أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش (١٠٨) أن محمّد بن علي أخبره عن سعيد بن سالم قال : قلت لقاضي القضاة أبي يوسف : سمعت أهل خراسان يقولون : إن أبا حنيفة جهمي مرجئ؟ قال لي : صدقوا ، ويرى السّيف أيضا. قلت له : فأين أنت منه؟ فقال : إنما كنا نأتيه يدرسنا الفقه ، ولم نكن نقلده ديننا.
١ ـ أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا
__________________
(١٠٣) إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى النيسابوري. قال الخطيب حكاية عن البرقاني : إنه كان عنده سقط أو سفطان ، ولم يخرج عنه في صحيحه شيئا. قال الخطيب : فسألته عن ذلك. فقال : حديثه كثير الغرائب وفي نفسي منه شيء.
(١٠٤) الهيثم بن جميل ، أبو سهل البغدادي. قال ابن عدي : ليس بالحافظ يغلط على الثقات ، وأرجو أنه لا يتعمد الكذب (ميزان الاعتدال ٤ / ٣٢٠).
(١٠٥) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي. قال أبو حاتم : ثقة يغلط كثيرا إذا حدّث من حفظه. (ميزان الاعتدال ٤ / ٣٣٤).
(١٠٦) علي بن أحمد الرزاز. قال الخطيب : مكثر إلى الصدق ما هو ، وكفّ بصره. شاهدت جزءا من أصوله في بعضها سماعه بالخط العتيق ، ثم رأيته وقد غيّر بعد وفيه إلحاق بخط جديد ، فيقال ذلك من فعل ولد له. (ميزان الاعتدال ٣ / ١١٣).
(١٠٧) أبو إسحاق الفزاري. سبق ذكره.
(١٠٨) محمد بن الحسن بن زياد النقاش. سبق ذكره.