وإسماعيل هو ابن إبراهيم من الجارية المصرية هاجر. توفّي بمكة سنة ٢٦٨٦ قبل الهجرة تقريبا. وكان إسماعيل رسولا إلى قومه الذين حلّ بينهم من جرهم وغيرهم ، وإلى أبنائه وأهله ، قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) [مريم : ٥٤].
وإسحاق هو ابن إبراهيم من سارة ابنة عمّه ، توفّي قبل الهجرة سنة ٢٦١٣ ، وكان إسحاق نبيّا مؤيّدا لشرع أبيه إبراهيم ولم يجىء بشرع.
ويعقوب هو ابن إسحاق ، الملقّب بإسرائيل. توفّي سنة ٢٥٨٦ قبل الهجرة. وكان يعقوب نبيّا مؤيّدا لشرع إبراهيم ، قال تعالى : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) [البقرة:١٣٢] ولم يجىء بشرع جديد.
والأسباط هم أسباط إسحاق ، أي أحفاده ، وهم أبناء يعقوب اثنا عشر ابنا : روبين ، وشمعون ، وجاد ، ويهوذا ، ويساكر ، وزبولون ، ويوسف ، وبنيامين ، ومنسّى ، ودان ، وأشير ، وثفتالي. فأمّا يوسف فكان رسولا لقومه بمصر. قال تعالى خطابا لبني إسرائيل على لسان مؤمن بني إسرائيل ، أو خطابا من الله (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً)[غافر : ٣٤]. وأمّا بقية الأسباط فكان كلّ منهم قائما بدعوة شريعة إبراهيم في بنيه وقومه. والوحي إلى هؤلاء متفاوت.
وعيسى هو عيسى ابن مريم ، ولد من غير أب قبل الهجرة سنة ٦٢٢. ورفع إلى السماء قبلها سنة ٥٨٩. وهو رسول بشرع ناسخ لبعض أحكام التّوراة. ودامت دعوته إلى الله ثلاث سنين.
وأيوب هو نبيء. قيل : إنّه عربي الأصل من أرض عوص ، في بلاد أدوم ، وهي من بلاد حوران ، وقيل : هو أيوب بن ناحور أخي إبراهيم ، وقيل : اسمه عوض ، وقيل : هو يوباب ابن حفيد عيسو. وقيل : كان قبل إبراهيم بمائة سنة. والصحيح أنّه كان بعد إبراهيم وقبل موسى في القرن الخامس عشر قبل المسيح ، أي في القرن الحادي والعشرين قبل الهجرة. ويقال : إنّ الكتاب المنسوب إليه في كتب اليهود أصله مؤلف باللغة العربيّة وأنّ موسى ـ عليهالسلام ـ نقله إلى العبرانيّة على سبيل الموعظة ، فظنّ كثير من الباحثين في التّاريخ أنّ أيوب من قبيلة عربيّة. وليس ذلك ببعيد. وكان أيوب رسولا نبيّا. وكان له صاحب اسمه اليفاز اليماني هو الّذي شدّ أزره في الصبر ، كما سنذكره في موضعه. وإنّما