في الإسلام بحدثان عهد ، أو من الذين يرغّبون في الدخول في الإسلام ، لأنّهم قاربوا أن يسلموا.
والتأليف : إيجاد الألفة وهي التأنّس.
فالقلوب بمعنى النفوس. وإطلاق القلب على ما به إدراك الاعتقاد شائع في العربية.
وللمؤلّفة قلوبهم أحوال : فمنهم من كان حديث عهد بالإسلام ، وعرف ضعف حينئذ في إسلامه ، مثل : أبي سفيان بن حرب ، والحارث بن هشام ، من مسلمة الفتح ؛ ومنهم من هم كفار أشدّاء ، مثل : عامر بن الطفيل ، ومنهم من هم كفار ، وظهر منهم ميل إلى الإسلام ، مثل : صفوان بن أمية. فمثل هؤلاء أعطاهم النبي صلىاللهعليهوسلم من أموال الصدقات وغيرها يتألفهم على الإسلام ، وقد بلغ عدد من عدّهم ابن العربي في «الأحكام» من المؤلفة قلوبهم : تسعة وثلاثين رجلا ، قال ابن العربي : وعدّ منهم أبو إسحاق يعني القاضي إسماعيل بن إسحاق معاوية بن أبي سفيان ، ولم يكن منهم وكيف يكون ذلك ، وقد ائتمنه النبي صلىاللهعليهوسلم على وحي الله وقرآنه وخلطه بنفسه.
و (الرِّقابِ) العبيد جمع رقبة وتطلق على العبد. قال تعالى : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) [النساء : ٩٢].
و (فِي) للظرفية المجازية وهي مغنية عن تقدير «فكّ الرقاب» لأنّ الظرفية جعلت الرقاب كأنّها وضعت الأموال في جماعتها ، ولم يجرّ باللّام لئلا يتوهّم أنّ الرقاب تدفع إليهم أموال الصدقات ، ولكن تبذل تلك الأموال في عتق الرقاب بشراء أو إعانة على نجوم كتابة ، أو فداء أسرى مسلمين ، لأنّ الأسرى عبيد لمن أسرّوهم ، وقد مضى في سورة البقرة [١٧٧] قوله : (وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ).
(وَالْغارِمِينَ) المدينون الذين ضاقت أموالهم عن أداء ما عليهم من الديون ، بحيث يرزأ دائنوهم شيئا من أموالهم ، أو يرزأ المدينون ما بقي لهم من مال لإقامة أود الحياة ، فيكون من صرف أموال من الصدقات في ذلك رحمة للدائن والمدين.
و (سَبِيلِ اللهِ) الجهاد ، أي يصرف من أموال الصدقات ما تقام به وسائل الجهاد من آلات وحراسة في الثغور ، كلّ ذلك برّا وبحرا.
و (ابْنِ السَّبِيلِ) الغريب بغير قومه ، أضيف إلى (السَّبِيلِ) بمعنى الطريق : لأنّه أولده