بل تعمل على أن تستكمل القوة من جانب آخر ، لمصلحة العمل المسؤول. وهذا ما فعله النبي موسى عليهالسلام عند ما أراد من الله أن يجعل له شريكا في أمره ، لأنه يعيش بعض نقاط الضعف التي يملك فيها هرون نقاط قوة ..
وهذا ما يجب على العاملين في سبيل الله ، أن يواجهوه في ما يتحملونه من مسئوليات ، ليخلصوا للدور العملي في استكمال كل الإمكانات التي يحتاجونها ، ولو كانت لدى الآخرين ، لأن ما نعانيه في ساحة العمل هو أن بعض العاملين قد يدفعهم الشعور الأناني بالعظمة الفارغة ، فيسيئون إلى مسئولياتهم ، لأنهم لا يريدون الاعتراف بالحجم المحدود لقدراتهم ، وبالإمكانات المتوفرة لدى الآخرين.
وهكذا انطلق موسى عليهالسلام ليعلن موقفه أمام الله في ما يريد أن يقوم به مع أخيه ، بعد صدور الأمر الإلهي لهما بالانطلاق معا في دور النبوة ، (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) في ما يوحي به التسبيح من تعظيم لله في المواقف العامة والخاصة التي يتحركان فيها ليثيرا عظمة الله في حياة الناس ، وفي ما يوحي به ذكر الله من الإحساس بحضوره الدائم في الوعي الإنساني في حركة المسؤولية ليلتزم بأوامره ونواهيه ، ولينضبط في ما يفرض عليه من مواقف والتزامات ، (إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) في ما نملك من قدرات محدودة ، وفي ما نتطلع إليه للحصول على رضاك من خلال الالتزام بما توحي إلينا به من وصايا وتعاليم. (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) فقد استجاب الله طلبك ، وجعل هرون وزيرا لك من موقع المسؤولية ، وشريكا في أمرك في خط النبوة ..
* * *