(فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) وهي المدينة التي وصلها عند خروجه هاربا من ملاحقة السلطات الفرعونية له ، بعد أن قتل الفرعوني القبطي ، والتقى بها شعيبا النبي عليهالسلام الذي رعاه واستقبله بكل رحابة وإكرام ، وزوّجه ابنته واستطاع أن يكتسب في هذه المرحلة الكثير من الدروس في ما تعلمه من شعيب وفي ما مر به من تجارب.
(ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) في ما قدره الله وخططه لك من هذه المرحلة الصعبة من حياتك ، التي استكملت فيها عناصر شخصيتك القوية بعد كل هذه الابتلاءات العظيمة ، ليجعلك صالحا لحمل الرسالة بكفاءة وقوة ، (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) فأخلصتك لنفسي في ما أحسنت به إليك من اللطف والرعاية لفكرك وروحك ، وخطواتك العملية في الخط المستقيم في الحياة ، لتكون الرسول الذي يحمل رسالتي إلى الناس من موقع الإخلاص الروحي الكبير.
* * *