في النبوة أو غيرها من خلال درجات القرب إليه فستموت ، كما مات من قبلك ، وسيموت من بعدك من هؤلاء وغيرهم ، (أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ) ليخططوا ما شاؤوا من الخطط الممتدة في المستقبل بعيدا عنك ، في مواجهة دينك ، لذلك فإن كل هذه التمنيات في انتظار موتك لا تنفعهم في شيء ، فقد يموتون قبلك ، وقد يموتون معك ، ومهما امتدت بهم الحياة بعدك فسيموتون إن عاجلا أو آجلا.
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) والمراد بالنفس ، الذات الإنسانية التي تتعلق بها الحياة عند ما تدب الروح في الجسد ، وتموت عند ما تخرج منه. وهذا قانون عام من القوانين الكونية التي أودعها الله في الحياة ، وبذلك كانت الفرصة الوحيدة التي يمكن للإنسان أن يرتفع بها إلى أسمى الدرجات عند الله ، من خلال ما يقدمه من عمل صالح مرتكز على خط الإيمان.
* * *
بلاء الخير والشر
(وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) بما يمثله البلاء من امتحان لكم في ما تعيشونه من فكر إيماني ، وملكة روحيّة ، من خلال الأوضاع المتقلبة من فقر أو غنى أو مرض أو صحة أو خوف أو أمن ، وما إلى ذلك من شؤون الشر والخير ، ليظهر قوة الإيمان في النفس أو ضعفه فيها من مواقع حركة الصراع في الحياة بين الخير والشر في نفوسكم ، (وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) لتقفوا في مواقف الحساب الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها.
(وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) لأن مقاييسهم في تقويم الأشخاص ليست هي الكفاءات العلمية ، والملكات الروحية والعقلية