الآيات
(وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٣٥) وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٦)
* * *
كل نفس ذائقة الموت
.. وكانوا إذا ضاقوا بالنبي ذرعا ، فلم يستطيعوا أن يهزموا موقفه ، أو يسقطوا حجته أو يقابلوا دعوته ، تمنوا له الموت ، لتنتهي قصة الصراع معه بموته ، ليخلو لهم الجو لعبادة الأصنام ، وحماية امتيازاتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي جاء الإسلام ، من أجل أن يستبدلها بعادات وتقاليد جديدة ، تنسجم مع مبادئ الإسلام في حياة الناس.
وأنزل الله آياته التي تناقش هذه التمنيات ، وتحاصرها في الدائرة : (وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ) فقد خلق الله الناس في آجال محدودة ، لا يملكون الامتداد في الحياة إلى ما هو أبعد منها ، من دون فرق بين الأنبياء وغيرهم ، فليس للمقربين عند الله أي امتياز في هذا الجانب ، إذا كان لك امتياز