آدم والفترة التي عاش فيها نوح. ولكن ذلك كله لا يرجع إلى حجة أو يقين ، ويحتمل أن تكون قد اختلطت ببعض الإسرائيليات التي استخدمت الخيال في وضع قصص تؤكد مفاهيمها مستغلة ما أجمله القرآن من فصول حاولت ان تفصله بطريقتها الخاصة.
وإننا نرى أن ذلك كله حديث لا أساس له ، ولا فائدة منه ، في سياق ما يريد القرآن أن يتحدث عنه من أخبار أنبياء الله ، فقد فصل الحديث عن بعضهم لوجود أكثر من قضية مهمة في تفاصيل حياتهم يحتاج الناس لمعرفتها للدرس والعبرة والتأمل ... وربما كرر الحديث عن بعض المسائل في أكثر من موقع لعلاقتها بأكثر من هدف ... بينما أجمل الحديث عن بعضهم الآخر ، لأن الواحد منهم يمثل من ناحية المبدأ شيئا مميزا في خصوصيته ، بعيدا عن مسألة النبوة ، كما هي الحال في حديثه عن إدريس الذي اكتفي بوصفه صديقا نبيا ، فلنجمل ما أجمله القرآن من أمره ، كي لا نقع في قبضة الخيال القصصي الذي تتحرك فيه الروايات الموضوعة التي لا ترتكز على أساس من علم أو حجة ، ولنكتف بمعرفة أنه كان في الدرجة العليا من كرامة الله في إيمانه وعمله ، وإخلاصه لربه على ما جاءت به الآية الكريمة : (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) لأن الله لا يرفع أي شخص إلي المكانة الكبيرة من محبته إلا بواسطة ملكاته الذاتية ، ومواقفه العملية.
* * *