وصل مبدأه ، وهو نقطة «ح» إلى الموضع الذي كان فيه (١) رأى القمر وهو «ج» محاذيا لنقطة «ح» ، فيتخيل أنّ القمر يتحرّك من «ز» إلى «ح» ، فسار إلى جهة الغيم ، وهو خلاف جهة حركة الغيم. (٢)
وفي كون الحركة غير مرئية نظر ، فإنّا لا نعني بالحركة إلّا تبدل الأوضاع والانتقال من محاذاة إلى أخرى ، ولا شكّ في أنّ الحس مدرك لذلك. نعم الحركة بالمعنى الذي أثبته الحكماء فإنّها غير مرئية.
ه : قد يرى المستقيم متنكسا ، كالأشجار التي على أطراف الأنهار.
قال أفضل المحققين : إذا انعكس شعاع البصر من سطح الماء إلى الأشجار ، ولا محالة تكون زاويتا الشعاع والانعكاس متساويتين ، ينعكس الشعاع إلى رأس الشّجر من موضع أقرب إلى الرائي ، وإلى أسفل في موضع أبعد منه ، إلى أن تتصل قاعدة الشجر بقاعدة عكسه ، فليكن الرائي «أ» وسطح الماء «ب ج» والشجر القائم على ذلك السطح «د ح» ولينعكس الشعاع النافذ من «أ» إلى نقطة «ه» منها إلى رأس الشجر ، وهو نقطة «د» ، فتكون زاويتا «أه ب» [و] «د ه ح» متساويين.
أقول : لا يمكن أن ينعكس من نقطة تلي جهة «ب» من «ه» شعاع إلى جزء أسفل من رأس الشجرة كنقطة «ح» ، وإلّا فينعكس من نقطة «ز» ويكون الشعاع النافذ من «أ» إلى «ز» منعكسا عنه إلى «ح» وحينئذ يجب أن تكون زاوية
__________________
(١) في المصدر : «ز» بعد «فيه».
(٢) نقد المحصل : ١٩ ـ ٢١ وانظر بيان ذلك فيما رسمه الطوسي :