أمّا الأوّل : فلأنّه إذا تمدد طرفه عن طرف الموضع الحار انفصل عنه فحصل التفرّق.
وأمّا الثاني : فلأنّ الضغط سبب لتفرق الاتصال ، ولهذا جعلوا الألم الضاغط من أقسام الألم. ولأنّ الموضع المتبرد يمكن أن يكون بعضه أبرد من البعض ، وحينئذ ينفصل الأبرد عن البارد.
الثالث : «الألم (١) احساس بمؤثر مناف بغتة من حيث هو مناف ، والحد ينعكس ، فكلّ (٢) محسوس مناف من حيث هو مناف مؤلم (٣)».
اعترض بأنّ الألم إن كان اسما لادراك المنافي فذلك ممّا لا منازعة فيه ، لكنّا بيّنا أنّ المعنى المخصوص الذي نجده ونسميه الألم لم يثبت أنّه نفس إدراك المنافي أو ما يقارنه ، ومتى كان كذلك لم تكن في هذا الكلام فائدة.
وأيضا ينتقض بسوء المزاج الرطب ، فانّه مدرك مناف فهناك حصل إدراك المنافي مع أنّه لم يوجد الألم.
الرابع (٤) : «لسعة العقرب أشد إيلاما من الجراحة العظيمة ، ولو كان المؤلم هو تفرق الاتصال خاصة لكان ألم الجراح أعظم. فإذن زيادة الألم في لسعة العقرب إنّما حصل من سوء المزاج لا من تفرق الاتصال».
__________________
(١) في المصدر : «الوجع».
(٢) في المصدر : «وكل».
(٣) في المصدر : «موجع».
(٤) هذا الوجه ليس في القانون.