سليمة» (١). وفي موضع آخر منه «إنّها هيئة يكون بها بدن الإنسان في مزاجه وتركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال كلّها صحيحة وسليمة» (٢).
وحدّ المرض بأنّه : «هيئة في بدن الإنسان مضادة لهذه الهيئة» (٣).
وقال في قاطيغورياس الشفاء (٤) : «إنّها ملكة في الجسم الحيواني تصدر عنها لأجلها أفعاله الطبيعية وغيرها غير مئوفة (٥). والمرض حالة أو ملكة مقابلة لها (٦) ، فلا تكون أفعاله من كل الوجوه كذلك ، بل تكون هناك آفة في الفعل».
وأعمّ ما وصفه مكان الجنس في هذه الرسوم قوله «هيئة» ، لأنّه لما رسم الكيفية بما ذكر بعدها ما ميّزها في سائر أجناس الأعراض ، فلو لا صدقها على الجميع لما احتاج إلى ما يميز الكيفية عن غيرها بعد ذكر الهيئة.
وفي الملازمة نظر ، لجواز صدقها على طائفة منها.
ثمّ يتلوها في العموم ما جعل فيه الحال أو الملكة مكان الجنس. ثمّ الذي جعل فيه الملكة على التعيين.
وأمّا ما ذكره في موضع الفصل فقوله في الأوّل : «تصدر عنها الأفعال من
__________________
(١) القانون ١ : ١٤. وهكذا عرفها الجرجاني في التعريفات : ١٧٣.
(٢) القانون ١ : ١٠٢. ونسب هذا التعريف إلى جالينوس.
(٣) وقال الجرجاني : «المرض : هو ما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص.» التعريفات : ٢٦٨.
(٤) الفصل الثاني من المقالة السابعة من قاطيغورياس منطق الشفاء. وقاطيغورياس : باليونانية بيان الألفاظ المفردة والمراد هاهنا مباحث المقولات العشر من حيث إنّها مدلول الألفاظ المفردة. راجع شرح المواقف ٦ : ١٤٥.
(٥) من الآفة «وهي العاهة كما في الصحاح ، أو هي عرض مفسد لما أصابه وفي الحديث آفة الحديث الكذب ، وآفة العلم النسيان. ويقال إيف الزرع ، كقيل ، اصابته آفة ، فهو مئوف كمعوف. آف القوم وأوفوا وإيفوا : دخلت عليهم آفة.» تاج العروس ٢٣ ـ ٤٩ ـ ٥٠ ؛ القاموس المحيط ٣ : ١٢٤.
(٦) أي مقابلة للصحة.